responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عدالة للعالمين نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 464

من نفس واحدة - هي نفس آدم – لا يفهم منه إلا الحث على صلة رحم الإنسانية العامة، باعتبار البشر جميعا إخوة.

لقد أعلن رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم أن هذه الأخوة عقيدة من العقائد التي يشهد الله عليها، ويدعو الناس إلى الإيمان بها، فقد كان a يقول عقب كل صلاة: (اللهم ربنا ورب كل شيء ومليكه أنا شهيد أنك الله وحدك لا شريك لك، اللهم ربنا ورب كل شيء ومليكه أنا شهيد أن محمدًا عبدك ورسولك، اللهم ربنا ورب كل شيء ومليكه أنا شهيد أن العباد كلهم أخوة)[1]

بل دعا إلى الخروج بهذه الأخوة من مجرد العقيدة إلى العمل والسلوك، فقال: (وكونوا عباد الله إخوانًا)[2]

ولذلك، فإن من مقتضيات هذه الأخوة التكافل العام بين البشر جميعا.. ولهذا نص الفقهاء على أن لا يفرق في الصدقة بين الكافر والمسلم.

فعن جابر بن زيد أنه سئل عن الصدقة: فيمن توضع؟ فقال: في أهل مِلَّتكم من المسلمين وأهل ذمتهم، وقال: وقد كان رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم يقسم في أهل الذمة من الصدقة والخُمس[3].

^^^

ما وصل حجر من حديثه إلى هذا الموضع حتى جاء السجان، ومعه مجموعة من الجنود، ثم أخذوا بيده، وساروا به إلى مقصلة الإعدام.. وقد كان كإخوانه ممتلئا سرورا وسعادة، حتى أنه كان يختال في مشيته، وكأنه يساق إلى عرسه لا إلى حتفه.

عندما وصل إلى المقصلة التفت إلينا، وقال: أستودعكم الله ـ إخواني ـ لا أوصيكم في نهاية حياتي إلا بأن تبذلوا كل جهودكم لرعاية المحتاجين والمستضعفين الذين ائتمننا الله


[1] رواه أحمد وأبو داود.

[2] رواه البخاري ومسلم.

[3] رواه ابن أبي شيبة.

نام کتاب : عدالة للعالمين نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 464
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست