بتوديعه والجلوس إليه بشرط ألا يخترقوا قوانين السجن.. ومن
يخترقها فسيتحمل مسؤولية خرقه.
ما إن قال السجان ذلك حتى أسرع جميع السجناء إلى ساحة السجن
ليروا نورا متدفقا حانيا يجلس على كرسي الشهداء، ثم يقول بصوت عال، وهو يرفع يديه
إلى السماء: ربنا
فقهنا في كتابك.. واكشف عن قلوبنا ظلمات الذنوب لكي نتفهم آياتك.. وأزح عن بصائرنا
غشاوة الدنيا وبريقها الكاذب لكي نملأ نفوسنا بهداك.. واجعلنا من حملة قرآنك وسنة
نبيك والسائرين على طريق طاعتك[1]..
ثم يلتفت إلى السجناء، ويقول لهم: مرحبا بإخواني في الله..
سأحدثكم اليوم ـ على درب إخواني ـ عن ركن من أركان العدالة.. لا يمكن للعدالة أن
تتم من دونه.
إنه الركن الذي أشار إليه قوله تعالى :﴿ وَالسَّمَاءَ
رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ (7)﴾ (الرحمن)، وقوله تعالى :﴿
لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ
وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ.. (25)﴾ (الحديد)، وقوله
تعالى :﴿ اللَّهُ الَّذِي أَنْزَلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَالْمِيزَانَ
وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ