responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عدالة للعالمين نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 7

المقدمة

تحاول هذه الرواية - من خلال أحداثها وحواراتها - أن تناقش مناقشة علمية موضوعية أمرين، كلاهما له علاقة بكبريات الحقائق التي اهتم بها العقل الإنساني، كما اهتمت بها قبل ذلك وبعده الأديان والمذاهب الدينية والوضعية، وقد اختلفت الأنظار في الموقف منها:

أما الأول: فهو ما فطر عليه الإنسان من عشق للعدالة ومقتضياتها المرتبطة بنفسه وبالمجتمتع وبالأمة وبالعالم أجمع، بل بالكون جميعا..

فالإنسان على حسب ما تقتضيه جبلته التي فطره الله عليها يكره الظلم والجور والاستعمار والاستبداد، وكل ما يرشح منها جميعا، وهو يعتقد في قرارة نفسه الفطرية أن كل عقيدة تؤيد ما يخالف العدالة عقيدة شيطانية لا علاقة لها برب الوجود، لأن الوجود قائم بالعدل، ويستحيل على الذي أقام كونه على العدل أن يأمر بخلافه أو يرضى بخلافه.

وهو يعتقد كذلك - بحسب فطرته التي فطره الله عليها - أنه يستحيل على رب الوجود القائم بالعدل ألا ينبه عباده إلى ممارسة هذا العدل، أو أن يتركهم جاهلين بكيفية ممارسة ما يقتضيه، لأن الله لم يخلق الكون واعتزله، بل خلقه، وكان هو الحاكم عليه.. والملك عليه.. فالله هو الملك المالك.

وقد حاولنا لتقرير هذه الحقيقة الفطرية والاستفادة منها في البرهنة على حقانية رسالة محمد a أن نثبت - من خلال المصادر المقدسة - أن هذا الدين يحوي كل ما تتطلبه الفطرة من مقتضيات العدالة لينسجم الإنسان مع الكون جميعا، مع التنبيه على أن الخلل الذي حصل في التطبيق التاريخي أو التراثي لهذا الدين لا يلغي قيم العدالة منه، ذلك أن دين الله هو ما نصت عليه المصادر المقدسة.. أما التاريخ والتراث فهما دين البشر، وفكر

نام کتاب : عدالة للعالمين نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 7
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست