قال
خبيب: صدقت.. أنت تبحث عن التفاصيل.. سأذكر لك من باب الإشارة منها ما يدلك على
مجامعها.
لقد وجدت
من خلال بحثي في مدى واقعية الشرائع المختلفة أن الخلل دخل فيها بسببن:
أحدهما
مرتبط بمصادر هذه الشرائع.. فقد وجدت أنها مصادر متشددة متزمتة لا تتيح للعقل
التكيف مع الوقائع المختلفة مهما كانت خاضعة للتغير..
وأما
الثاني، فهو مرتبط بالأحكام، وعدم التمييز فيها بين المتغيرات والثوابت..
المصادر:
قال رجل منا: ألا ترى أن المصادر الأصلية للإسلام تقمع
التغير والتطور.. وبالتالي تحجر على العقول التفكير السليم الذي يخدمها؟
قال خبيب: لقد بحثت فيها بهذه النية.. فوجدتها على عكس ذلك
تماما.. لقد وجدتها تنير للعقول الدروب السليمة التي تتيح لها التفكير السليم..
ولم أجد فيها أي قمع للعقول أو حجر عليها..
سأضرب لك أمثلة تقرب لك ما اكتشفت من ذلك:
وسأبدا بما يملأ دنيانا ضجيجا.. قومنا يسمونها الديمقراطية..
أو اشتراك الشعب في اتخاذ القرار.. والقرآن يعطي بديلا لذلك يسميه (الشورى).. لقد
قال الله تعالى في وصف المجتمع المثالي للمؤمنين :﴿ وَالَّذِينَ
اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ
وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ) (الشورى:38).. انظروا كيف قرن القرآن الشورى
بأعظم شرائعة من الصلاة والزكاة.. بل إنه جعلها وسطا بين الصلاة والزكاة.
ولذلك فإن الأحكام الفقهية المستنبطة من هذه الآيات تنص على
أنه لا يجوز لحاكم، ولا لمجتمع، أن يلغي الشورى من حياته السياسية والاجتماعية..
ولا يحل لسلطان أن يقود الناس