ولم يكن يكتفي
بكل ذلك.. بل كان فوق ذلك يسخر من يشاء ليعمل له في مزرعته الكبيرة من غير أجر إلا
أجر الوساطة بينه وبين ربه..
كان كلما لمح
شابة جميلة طلق زوجة من زوجاته القديمة.. وراح يتقدم لخطبة الجديدة التي تحل محلها..
ولم يكن لأهل الشابة إلا أن يقبلوا.. ولا يهمه أكان ذلك بطيب نفس، أم لم يكن بطيب
نفس..
أذكر مرة أن
بعضهن رفضت.. واستجاب أهلها لرفضها.. فأقام الدنيا ولم يقعدها.. كان في كل خطبه في
ذلك الحين يردد قوله a: (إذا أتاكم من ترضون دينه وأمانته فزوجوه
إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير)[1]
كان يردده
بصوت قوي شديد.. وكأنه سياط يلهب بها الظهور..
ومع ذلك لم
يكن يكتفي بذلك.. بل كان يقصد وجهاء القرية ليضيقوا على أهل الفتاة حتى يضطروا في
الأخير إلى الإذعان..
كان له ذرية
كثيرة.. وكان يختلط عليه أمرهم.. ولهذا راح يسمهم بما يذكره بهم.. ولم يكن يناديهم
إلا بيا ابن فلانة..
لم يكن
يستخدمهم كما يستخدم سائر الناس.. ولكنه كان يتعامل معهم بشدة وقسوة وعنف.. ويبرر
كل ذلك بحديث كان يردده كل حين.. هو قوله: (اخشوشنوا وتمعددوا، واجعلوا الرأس رأسين)[2]
وكان لهذا
الشيخ فوق ذلك كله ومع هذا كله دعاوى عريضة.. فهو يتصور الدين كما يتصور ضيعته..
فهو يراه ملكه الذي لا يجوز لأحد أن ينافسه فيه.. فإن ظهر بعضهم وتحدث
[1] رواه الترمذي وحسنه،
ورواه أبو داود في المراسيل.
[2] رواه أبو عبيد في الغريب
موقوفا.. ومعنى حديثه صحيح، وقد ذكرنا الحكم الصحية في قوله هذا في مجموعة
(ابتسامة الأنين).. ولكنا نشير هنا إلى سوء الفهم الذي ينحرف بالنصوص عن معناها
الصحيح.