قال: (صدق الله:﴿ إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ
فِتْنَةٌ.. (15)﴾ (التغابن)، فنظرت إلى هذين الصبيين يمشيان ويعثران، فلم
أصبر حتى قطعت حديثي ورفعتهما)[1]
وفي حديث آخر: قبَّل رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم الحسن بن علي وعنده
الأقرع بن حابس التميمي جالس، فقال الأقرع: (إن لي عشرة من الولد، ماقبَّلت منهم
أحداً)، فنظر رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم إليه ثم قال: (مَن لا يَرحم لا يُرحم)[2]
وفي حديث آخر: أن أعرابيا جاء إلى النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم،
وقال: أتقبِّلون صبيانكم؟! فما نقبِّلهم، فقال له النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم:(أو
أملِك أن نزع الله من قلبك الرحمة؟)[3]
وكان من رحمته a بالأطفال أنه كان يخفف الصلاة إن سمع بكاءهم..
حرصا عليهم.. ففي الحديث قال a يحدث عن نفسه:(إني لأدخل الصلاة وأنا أريد
أن أطيلها، فأسمع بكاء الصبي فأتجاوز في صلاتي مما أعلم من شدة وجد أمه من بكاءه)[4]
وكان a يتعهد الأطفال بالهدايا.. ففي الحديث: كان
الناس إذا رأوا أول الثمر جاءوا به رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم،
فإذا أخذه قال: (اللهم بارك لنا في ثمرنا، وبارك لنا في مدينتنا، وبارك لنا في
صاعنا، وبارك لنا في مُدِّنا)، ثم يدعو أصغر وليد يراه فيعطيه ذلك الثمر[5].
وكان a يصطحب الصغار للصلاة ويمسح على خدودهم رحمة
وتشجيعاً لهم.. فعن جابر قال: صليت مع رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم
صلاة الأولى- أي الظهر- ثم خرج إلى أهله، وخرجت معه، فاستقبله ولدان فجعل يمسح
خدَّي أحدهم واحداً واحداً، قال: وأما أنا فمسح خدي،