أراها بعيني، والتي أسست لأجلها هذه الروضة لتنعموا أنتم أيضا بها.
قال عبد الله: حتى لو كنت كما تقول، فإنك بالإيمان تستطيع أن تجعل من
أولادك أفرادا صالحين.. فلا يمكن للحياة أن تستقيم من غير صلاح صاحبها.. ولا يمكن
لشخص أن يصير صالحا من غير أن يكون له من زاد الإيمان ما يهيئه لذلك.
لست أنا فقط الذي أقول هذا الكلام.. ولا ديني فقط هو الذي يقوله.. بل إن
من قومك من وصل إلى هذه القناعة.
لقد قرأت للدكتور (هنري لنك) - وهو طبيب نفسي أمريكي - كلاما مهما يرد به
على خصوم التربية الدينية.. ذكره في كتابه (العودة إلى الإيمان)، ومما قال فيه:
(إن تربية الأطفال لمن أشق الواجبات وأخطرها وأدقها، ومشاكلها شديدة التعقيد
والعسر، وهي بعد ذلك ذات أوجه متناقضة عند حلها يكون معها الآباء في مسيس الحاجة
إلى أية معونة خارجية، مهما بلغت درجة تواضعها وبساطتها.
وقد كان طبيعياً: بعد أن استغنى الآباء المستنيرون عن المعتقدات الدينية،
وضربوا بها عرض الحائط، أن يولوا وجوههم شطر مصدر جديد من مصادر المعونة. فلم
يجدوا أمامهم سوى علم النفس الخاص بالأطفال، ولكن علم نفس الأطفال لم يكن بعد، على
استعداد لتقديم المعونة لهم، لآن الثقة بهذا العلم لم تكن قد تعدت الثقة النظرية
حتى ذلك الوقت. وكان البرهان العلمي حينذاك في مهده صغيراً برغم تعدد نظرياته.
ومن هنا بدأ الآباء يعتنقون هذه النظريات التي كان أبرزها أن العقوبة
البدنية ضارة من الوجهة النفسية، وأنه من الأفضل إقناع الطفل بعمل شيء ما، لا
إرغامه بالقوة والعنف عليه، وأنه لا يجوز كبت الطفل بل على العكس يجب منحه الفرصة
كي يعبر عن ذاته.. وأنه يجب منح الأطفال علاوة منتظمة حتى يمكنهم إدراك قيمة
المال، وأن بعض الأطفال يولدون بطبيعتهم عصبيين أو ذوى حساسية مرهفة، وعليه فلا
يجوز إرغامهم على أن يفعلوا، ويعملوا