قال الرضا: فالشريعة بنصوصها المقدسة خاطبت كلا الجهتين.. كلا بما
يناسبها.
النفس
قال الدكتور منجل: فاذكر لنا ما خاطبت به الشريعة النفس في هذا الباب.
قال الرضا: النفس في حال مرض صاحبها وعجزه تطلب أربعة أمور.. لا تتحقق
رحمتها إلا بها.. ولم تكتمل هذه الأربعة في دين كما اكتملت في الإسلام.. ففيه وحده
جميع المعاني التي تجعل المريض يعيش حياة طبيعية لا تختلف عن حياة أي سليم.
قال الجمع المحيط به: فما هذه الأربع؟
قال الرضا: أما أولاها، فالنفس تطلب سندا قويا عظيما تحتمي إليه من
ضعفها.. فتشعر بالراحة في احتمائها، وبالقوة في التجائها.
وأما الثانية، فهي تطلب أملا تطمح إليه ينسيها الآلام التي تسكن جسدها..
وأما الثالثة، فهي تطلب عملا متناسبا معها، يجعلها إيجابية فاعلة حية..
فلا يؤذي النفس الصالحة مثل سلبيتها وسكونها.. فسكونها لا يعني سوى موتها.
وأما الرابعة، فهي تنفر من عزلة المجتمع عنها، نفرة منها.
قالوا: فحدثنا عن الأولى؟
قال: اسمحوا لي - قبل
أن أذكر لكم ما جاء به الإسلام في هذه الناحية - أن أخبركم عما قاله العلم الحديث
في علاقة الإيمان بالله، والالتجاء إليه في توفير الصحة والعافية للنفس