قال: كل من تربى على يد الأنبياء صار مسيحا.. ومنقذا.. ومخلصا.
قال إيرنست: ولكنك تربيت على يد محمد لا على يد المسيح.
قال: المسيح ومحمد وجميع الأنبياء من مدرسة واحدة..
قال إيرنست: ولكن تلاميذ المسيح يختلفون عن تلاميذ محمد؟
قال: المحرفون من تلاميذ محمد والمحرفون من تلاميذ المسيح هم الذين يختلف
بعضهم عن بعض.. أما الصادقون من كليهما فهم أبناء مدرسة واحدة.
قال إيرنست: من أنت؟
قال: أنا تلميذ بسيط للأنبياء الذين أرسلهم الله لخلاص الإنسان.
قال إيرنست: أريد اسمك الذي سماك به أبوك.
قال: لدي أسماء كثيرة.. وأنا الآن أدعى بين الناس (سهل بن سعد)[1]
قال إيرنست: ما أعجب هذا.. إن اسمك ممتلئ تفاؤلا وسعادة.. اسمع يا سهل..
لقد بدا
[1] أشير به إلى (سهل بن سعد)
الأنصاري الساعدي.. صحابي جليل، وكان اسمه حزنا فسماه رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم سهلا.. وهذا سر اختيارنا له في هذا
المحل.
عاش سهل وطال عمره حتى أدرك
الحجاج بن يوسف وامتحن معه.. حيث أرسل الحجاج سنة أربع وسبعين إلى سهل بن سعد وقال
له: ما منعك من نصر أمير المؤمنين عثمان قال: قد فعلته قال: كذبت، ثم أمر به فختم
في عنقه وختم أيضا في عنق أنس بن مالك حتى ورد عليه كتاب عبد الملك بن مروان فيه،
وختم في يد جابر بن عبد الله يريد إذلالهم بذلك وأن يجتنبهم الناس ولا يسمعوا
منهم.
توفي سهل سنة إحدى وتسعين وقد بلغ مائة سنة، ويقال:
إنه آخر من بقي من أصحاب النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم بالمدينة.
وقد كان من شيعة أهل البيت
في الشام، لقي قافلة سبايا كربلاء خارج باب دمشق، وتعجّب مما كان عليه الناس من
فرح.. فتحدّث إلى سكينة وعرّفها بنفسه وسألها إن كانت لها حاجة.. فقالت له: قل
لحامل الرأس أن يسير به أمام القافلة حتّى ينشغل الناس بالنظر إليه ولا ينظروا إلى
وجوه بنات الرسالة، ففعل ذلك. (انظر: أسد الغابة، وموسوعة عاشوراء)