responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رحمة للعالمين نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 240

قبله.. لقد سماه القرآن تعففا، وأثنى على أهله، فقال:﴿ لِلْفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ لا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْباً فِي الْأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُمْ بِسِيمَاهُمْ لا يَسْأَلونَ النَّاسَ إِلْحَافاً وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ ﴾ (البقرة:273)

وقد ربى رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم أمته على هذا الخلق الرفيع.. ففي الحديث أن ناسا من الأنصار سألوا رسولَ الله a فأَعْطَاهم، ثم سألوه فأَعْطَاهم، ثم سألوه فأعطاهم، حتى إذا نَفِذَ ما عِنْدَهُ، قال: ما يكون عنْدي من خير فلَنْ أدَّخِرَهُ عنكم، ومَنْ يَسْتَعِفف يُعِفُّه الله ومَن يستَغْنِ يُغْنهِ الله، ومن يتصبَّر يُصَبِّره الله، وما أُعْطِي أحد عطاء هو خَير وأوسَع من الصبر)[1]

وروي أنَّه a استعمل رُجلا من بني عبد الأشْهَلِ على الصدقةِ، فلما قَدِمَ سأله بعِيرا منها، فَغَضِبَ رسولُ الله a حتى احْمَرَّ وَجْهُه، وعُرِفَ الغضب في وجهه - وكان مما يُعْرَفُ به الغضب في وجهه أن تحمرَّ عيناه - ثم قال: (ما بالُ رجال يسألني أحدهم ما لا يَصْلحُ لي ولا له فإن منعته كَرهتُ مَنْعَهُ، وإنْ أعطيتُهُ أعطيتُه مالا يصلح لي ولا له؟) فقال الرجل: يا رسولَ الله، لا أسألك منها شيئا أبدا[2].

وروي أن حكيم بن حزام قال: سألتُ رسولَ الله a فأعطاني، ثم سألتُه فأعطاني، ثم سألتُه فأعطاني، ثم قال لي: يا حكيم، إن هذا المال خَضر حُلْو، فَمَنْ أخذَه بسَخَاوَةِ نفسه بُورِكَ له فيه، ومن أخذه يأشراف نفسه لم يُبَاركْ له فيه، وكان كالذي يأْكلُ ولا يشبَعُ، واليَدُ العُلْيا خير


[1] رواه الجماعة.

[2] رواه مالك في الموطأ.

نام کتاب : رحمة للعالمين نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 240
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست