أن يزرعها، فزرعها وسقاها وحصدها ودرسها وطحنها وخبزها.
وأن نوحا u كان نجارا يأكل من
كسبه.. وأن إدريس u كان خياطا.. وأن
إبراهيم u كان بزارا..
وذكر الله داود u فقال:﴿
وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ ﴾ (سـبأ:10)، وقال:﴿ وَعَلَّمْنَاهُ
صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَكُمْ لِتُحْصِنَكُمْ مِنْ بَأْسِكُمْ فَهَلْ أَنْتُمْ
شَاكِرُونَ ﴾ (الانبياء:80)، فكان يصنع الدرع ويبيع كل درع باثني عشر ألفا
فكان يأكل من ذلك ويتصدق.
وكان سليمان u يصنع المكاييل من
الخوص فيأكل من ذلك.
وكان زكريا u نجارا.. وهكذا سائر
الأنبياء – عليهم الصلاة والسلام -
قال: لقد ورد في الشريعة منظومة كاملة للتكافل الاجتماعي بين المسلمين لم
يوجد مثلها في جميع أديان الدنيا وقوانينها..
وحسبكم من ذلك أن أقرأ عليكم من النصوص المقدسة التي يقرؤها المسلمون
صباح مساء لتعرفوا قيمة الإنفاق في سبيل الله.. ذلك الإنفاق الذي جعل جميع
المجتمعات الإسلامية في جميع عصورها مجتمعات متضامنة متحدة لا صراع فيها بين غني
أو فقير.. ولا وجود فيها لبروليتاريا، ولا لبرجوازيين.
قال تعالى - وهو يقرن التوجه إليه بالعبودية بالتوجه للمحتاجين بما يسد
حاجاتهم -:﴿الم (1)
ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ (2) الَّذِينَ
يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ
يُنْفِقُونَ(3)﴾ (البقرة)
[1] تحدثنا عنه بتفصيل في
رسالة (كنوز الفقراء) من هذه السلسلة.