في صباح اليوم الأول، سرت على غير هدى إلى أن وجدت مجلسا لنسوة مجتمعات..
وكان من فضل الله وتوفيقه أن رأيت فيهن امرأة كانت من الذين جئت لأتجسس عليهم..
وقد تعجبت عندما رأيت النسوة المجتمعات معها يطلقن عليها اسم (مريم هاري)[1].. تصورته في البداية اسما مستعارا أرادت
استخدامه لأداء الوظيفة التي كلفت بها.. لكني بعد ذلك علمت أنه اسمها الذي اختارته
عن طواعية بعد ولادتها الثانية..
لن أستعجل.. سأحدثك بحديثها.. وحديث النسوة اللاتي كن معها.. واللاتي كن
على حسب ما يبدو من جنسيات مختلفة[2].. فقد كانت ألوانهن وأزياؤهن مختلفة تماما..
ولكنهن مع ذلك كن يشتركن في معرفة العربية والنطق السليم بها..
جلست في محل قريب منهن، لأتنصت عليهن من حيث أراهن ولا يرينني..
وقد عرفت من خلال أحاديثهن أن إحداهن كان اسمها (فرانسواز ساجان)[3]..
[1] أشير به إلى كاتبة
فرنسية.. وقد كتبت خطابا موجها إلى النساء المسلمات في كتابها (الأحاريم الأخيرة)
تقول لهن فيه: (يا أخواتي العزيزات، لا تحسدننا نحن الأوربيات ولا تقتدين بنا،
إنكن لا تعرفن بأي ثمن من عبوديتنا الأدبية اشترينا حريتنا المزعومة، إني أقول
لكنّ: إلى البيت، إلى البيت، كن حلائل، ابقين أمهات، كن نساءً قبل كل شيء، قد
أعطاكن الله كثيرا من اللطف الأنثوي فلا ترغبن في مضارعة الرجال، ولا تجتهدن في
مسابقتهم، ولترض الزوجة بالتأخر عن زوجها وهي سيّدته، ذلك خير من أن تساويه وأن
يكرهها)
[2] اخترت هنا بعض الأسماء
لشخصيات نسائية معروفة استطعن بحكمتهن أن يكتشفن المغالطات الكثيرة التي تحملها
الرايات التي تدعي أنها تحرر المرأة، وقد استفدت هذه الأسماء وتصريحاتهن من كتاب
(معاناة المرأة في الغرب) من إعداد موقع المنبر (http://www.alminbar.net/)
وكما نبهنا مرات كثيرة، فإن
ما نذكره من حديثهن هو مجرد حديث افتراضي.. أما تصريحاتهن الحقيقية التي تدل على
مواقفهن، فقد ذكرناها في الهوامش.
[3] هي كاتبة فرنسية.. وقد
سئلت عن سبب سخريتها في كتابتها من حركة تحرير المرأة، فأجابت: (من خلال نظرتي
لتجارب الغالبية العظمى من النساء أقول: إن حركة تحرير المرأة أكذوبة كبيرة
اخترعها الرجل ليضحك على المرأة)