وقد كان a يأخذ العهد من أصحابه أن يقولوا الحق أينما
كانوا[2].
^^^
بقيت طيلة ذلك اليوم أستمع إلى النسوة المؤمنات وهن يتحدثن بكل قوة.. وقد
تعجبت لانفراد النساء في الحديث في ذلك الموقف دون الرجال، وقد كفاني البحث عن سر
هذا (آحاد هعام) بقوله بعد أن فرغ النسوة من حديثهن: ما
أجمل ما تحدثتن به.. ولكن عجبي منكن إذ تحدثتن دون الرجال.. فما سر ذلك؟
قامت سمية، وقالت: الإسلام لا يفرق بين الرجل والمرأة..
فالنساء شقائق الرجال.. فلذلك هو يزرع القوة في الجميع.. لا يفرق في ذلك بين إنسان
وإنسان.
وإنما تحدثت أنا مع أخواتي دون الرجال، لتعلم وليعلم
قومك أن الرجال الذي يؤون إلى أمثال هؤلاء النساء يستحيل أن يصيبهم ضعف، أو يتمكن
منهم ظالم أو مستبد.
إن قيمة الرجل عندنا بقدر قوته.. وقوته بقدر إيمانه..
ولذلك فإن موازين الكرامة عندنا مرتبطة بالإيمان.. فلا قوة إلا بالإيمان.
بعد أن سمع (آحاد هعام) هذه
الأحاديث وجم قليلا، ثم ضغط على يديه يشير بهما بكل قوة، وكأنه يبعد شيئا عنه، ثم
راح يصيح: علموني ما تقولون إذا أردتم أن تدخلوا هذا الدين.. فلا أحسبه إلا دينا
صالحا.
عندما سمعت الجموع هذا راحت تهلل وتكبر بكل قوة.. وقد
صحت معهم بالتهليل والتكبير من غير أن أشعر، وقد تنزلت علي حينها أنوار جديدة
اهتديت بها بعد ذلك إلى شمس محمد a.