أمراً شائعاً مارسه المحتلون على اختلاف دولهم وهوياتهم.
وكان من المألوف الإجبار على العمل المتواصل تحت الشمس الحارقة بلا ماء
أو طعام كاف، والربط بالسلاسل الحديدية، وحرق قرى بأكملها عقاباً على أية بادرة
تذمر.. وكان هناك نوع من الكرابيج يصنعه الجلادون خصيصاً من جلد الخرتيت بعد أن
يتم تجفيفه وتقطيعه بطريقة تترك أطرافه حادة وقاطعة.
ويقول هوتشيلد أن عشرين جلدة بهذه الكرابيج كانت كافية ليفقد المجلود
الوعى تماماً، فإذا ارتفع عدد الضربات إلى مائة جلدة بتلك الكرابيج الشيطانية فإن
المجلود يلقى حتفه فوراً.
وإذا كان زبانية (ليوبولد) يستخدمونها ضد التعساء فى الكونجو، فقد كان
الفرنسيون يستخدمونها بضراوة أشد فى (برازافيل)، ولم تكن ألمانيا بعيدة عن الميدان،
فقد أباد الألمان شعباً بأكمله هو قبائل (الهيريرو) فيما يعرف الآن بـ (ناميبيا)..
وتكفى قراءة فقرة واحدة من تعليمات القائد الألمانى لجنود الاحتلال عام 1904م
لإدراك هول ما حدث ووحشية السادة البيض.. لقد ورد فيها:(كل هيريرو – إفريقى – يوجد يجب أن
يُقتل سواء كان يحمل سلاحاً أم لا وسواء كانت لديه ماشية أم لا.. ولا يجوز إعتقال أى
رجل، يجب فقط أن يُقتل)
وقد كانت البرتغال كذلك من أكثر دول أوروبا تورطاً فى الرق.. وقد تتبع
القسيس البرتغالى فرناندو دى أليفيرا في كتابه (فن الحرب فى البحر) كيف كان تُجار
الرقيق من البرتغاليين بقيادة صديقه القس (لاس كاساس) أكبر النَخّاسين فى عصره
يقومون بترحيل مئات الألوف من العبيد الأفارقة عبر المحيط الأطلنطى بعد خطفهم
وانتزاعهم من أسرهم وتقييدهم بالسلاسل.
وحسبما ذكر إليفيرا كان يصاحب كل سفينة قسيس ليقوم بتنصير العبيد مقابل
مبلغ مالى يتقاضاه عن كل رأس.. وحققت الكنائس الأوروبية ثروات هائلة من تلك الرسوم
التى تتقاضاها من النَخَّاسين.