كان الرومان يحصلون عادة على الأرقاء من أسرى الحروب، وأولاد العبيد،
وأولاد الأحرار الذين حكم عليهم القانون بأن يكونوا عبيدًا، كالمدينين الذين صعب
عليهم الوفاء بديونهم.. وكان ثلاثة أرباع سكان الامبراطورية الرومانية من الرقيق!
وفى أثناء الحرب كان النخّاسون الذين يتجرون فى الرقيق يلازمون الجيوش، وكان
الأسرى يباعون بأثمان زهيدة. وأحيانًا كان النخّاسون من الرومان يسرقون الأطفال
ويبيعونهم، ويسرقون النساء للاتجار بأعراضهن.
وكان الرقيق فى روما يقف على حجر فى السوق، ويدلل عليه البائع، ويباع
بالمزايدة. وكان الراغب فى الشراء يطلب أحيانًا رؤية العبد وهو عريان لمعرفة ما به
من عيوب!
وكان هناك فرق كبير فى الثمن بين العبد المتعلم والعبد الجاهل، وبين
الجارية الحسناء والجارية الدميمة..
وكان الأرقاء قسمين: قسم ينتفع به فى المصالح العامة كحراسة المبانى،
والقيام بأعمال السجّان فى السجن، والجلّاد فى المحكمة للمساعدة فى تنفيذ حكم
القاضى. وحال هذا النوع أحسن من سواهم، وقسم ينتفع به فى المصالح الخاصة كالعبد
الذى يتخذه مولاه لقضاء الأعمال فى البيت والحقل، والجارية التى يجعلها سيدها
لتربية الأولاد.
وكان القانون ينظر إلى الرقيق كأنه لا شىء، فهو ليس له أسرة، ولا شخصية،
ولا يملك شيئًا. والعبد وما ملكت يداه لسيده. ويتبع الرقيق أمه حين الوضع، فإذا
كانت حرّة كان حرًّا، وإذا كانت رقيقة كان رقيقًا.
وكان لمالك الرقيق الحرية المطلقة فى التصرف مع عبده كما يتصرف فى
الحيوانات التى يملكها.. فإذا أخطأ العبد عاقبه سيده كيفما شاء، أو بأية وسيلة
شيطانية تخطر له على بال !! فكان يقيده بالسلاسل ويكلفه مثلاً بحرث الأرض وهو مكبل
بالحديد، أو يجلده بالسياط حتى الموت، أو يعلقه من يديه فى مكان مرتفع عن الأرض
بينما يربط أثقالاً برجليه حتى تتفسخ أعضاء جسمه!! أو يحكم عليه بمصارعة وحوش
كاسرة – كالأسود والنمور – تم حبسها