قال بلال: مسألة الرقيق تختلف كثيرا عن الخمر والميسر وغيرها.. ولذلك كان
علاجها يختلف عن علاج الخمر والميسر.
قال توم: كيف؟.. ألست تدعي أن الإسلام حرم الاستعباد؟
قال بلال: أنا لا أقول: إن الإسلام حرم الاستعباد.. ولكني أقول: إن
الإسلام في علاجه للاستعباد يكاد يصرح بتحريم الاستعباد.. وإلا كيف يبحث عن
استئصال ما يقول بإباحته؟
قال توم: لا يزال ذهني كليلا دون إدراك ما ترمي إليه.
قال بلال: إدراك ما أرمي إليه يستدعي التعرف على منهج الإسلام في الأحكام،
وهو المنهج الذي يراعي الواقع النفسي والاجتماعي والاقتصادي والسياسي..
ولأجله قال النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم:(يا عائشة ! لولا أن قومك حديثو عهد بجاهلية، لأمرت بالبيت فهدم، فأدخلت
فيه ما أخرج، وألزقته بالأرض، وجعلت له بابين: بابا شرقيا وبابا غربيا، فبلغت به
أساس إبراهيم)[1]
فأمر الكعبة من الخطورة بالنسبة للواقع الاجتماعي
الذي عاشه رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم بحيث منعه من فعل ما هو حق حرصا على
الواقع.
قال توم: ولكن الإسلام جابه الواقع في قضايا كثيرة.
قال بلال: يختلف ذلك بحسب نوع القضايا.. فعندما يتعلق الأمر أو النهي بقاعدة من
قواعد التصور الإيماني، أي بمسألة اعتقادية، فإن الإسلام يقضي فيها قضاء حاسما منذ
اللحظة الأولى.
ولكن عندما يتعلق الأمر أو النهي بعادة وتقليد، أو
بوضع اجتماعي معقد، فإن الإسلام يتريث به ويأخذ المسألة باليسر والرفق والتدرج،
ويهيء الظروف الواقعية التي تيسر التنفيذ