نظاما عالميا يقوم عليه الاقتصاد العالمي، ووجد استرقاق
الأسرى عرفا دوليا، يأخذ به المحاربون جميعا، فلم يكن بد أن يتريث في علاج الوضع
الاجتماعي القائم والنظام الدولي الشامل[1].
قال توم: فيم تمثل هذا العلاج؟
قال بلال: لقد وضع الإسلام أربعة أنواع من العلاج لهذه الظاهرة لا تساهم
فقط في تحرير الرقيق، بل توفر لهم من الحياة ما لا يحلم به الأحرار.
قال توم: فما أولها؟
قال بلال: تجفيف منابع العبودية.
قال توم: ما معنى هذا؟
قال بلال: لقد كان للرق روافد كثيرة، وإمدادات واسعة.. كان كالنهر العظيم
الذي تمده السيول والوديان كل حين، بكل قوة.
قال توم: فماذا فعل الإسلام؟
قال بلال: لقد ذهب إلى تلك السيول والوديان، وراح يجففها واحدا واحدا..
ليجف النهر بعد ذلك.
قال بلال: عندما ظهر الإسلام كان للمظالم الاجتماعية والتمييز العرقى
والطبقى منابع وروافد عديدة تغذى نهر الرق في كل يوم بالمزيد من الأرقاء.. فالحرب
يتحول بها الأسرى إلى أرقاء، والنساء إلى سبايا وإماء.. والخطف، يتحول به
المخطوفون إلى رقيق.. وارتكاب