يؤدي للأعمال الخيرية، وهو الذي يجب أن يكون من للأعمال الخيرية، وهو
الذي يجب أن يكون من الأعمال النافلة التي لا يلزم بها إنسان، أصبح هذا المال في
بعض الحالات هو الشرط الأساسي لغفران الذنوب.. وكثيرا ما أصبح المال لا العمل
الصالح هو الغاية المقصودة من الغفران.. ولسنا ننكر أن العبارات التي صيغت فيها
قرارات البابوية يخيل إلى الإنسان معها أنها لا تحيد مطلقا عن عقائد الكنيسة، وأن
الاعتراف والندم والأعمال الصالحة المنصوص عليها في هذه العقائد هي الشرط الأساسي
لنيل المغفرة، إلا أن الجانب المالي كان يبدوا واضحاُ في جميع الأحوال وكان للهبات
المالية المقام الأول في هذا الأمر كله مما يسربل الكنيسة بالعار ويجعلها مضغة في
الأفواه.. اتخذت صكوك الغفران شيئاً فشيئاً صورة الصفقات المالية، وأدى هذا إلى
الكثير من النزاع بين السلطات الزمنية التي كانت تتطلب على الدوام حظها من هذه
الموارد.. ولا يقل عن بيع صكوك الغفران دلالة على حب الكنيسة للمال قبولها أو
طلبها المال أو الهبات أو الوصايا نظير تلاوة الأدعية والصلوات التي يقولون أنها
تقصر المدة التي تقضيها روح الميت في المطهر لتعاقب عن ذنوبها.. وكان الصالحون
الأتقياء من الناس يخصصون من أموالهم جزءاً كبيراً لهذا الغرض لتنجو به روح قريب
لهم أو ميت فارق الحياة الدنيا أو ليقصروا المدة هم أنفسهم في المطهر بعد موتهم أو
يلغوها إلغاءاً تاما.. ولهذا أخذ الفقراء يشكون من أن عجزهم عن أداء الأموال نظير
الأدعية والصلوات أو لابتياع صكوك الغفران يجعل الأغنياء على الأرض لا الوادعين هم
الذين يرثون ملكوت السموات، ولقد كان كوليس حصيفاً حين أمتدح المال لأن (من يمتلك
المال يستطيع نقل الأرواح إلى الجنة)[1]
التفت السجين إلى القس الذي لزم الصمت، ثم قال: سأنقل لك ولجميع أصدقائي
من السجناء نصا لأحد صكوك الغفران.. لقد قرأته في كتاب (سوسنة سليمان في أصول
العقائد