يا ابن جندب: من سره أن يزوجه الله الحور العين، ويتوجه بالنور، فليدخل
على أخيه المؤمن السرور.
يا ابن جندب: أقل النوم بالليل والكلام بالنهار، فما في الجسد شيء أقل
شكراً من العين واللسان، فإن أم سليمان قالت لسليمان (عليه السلام): يا بني إياك
والنوم فإنه يفقرك يوم تحتاج الناس إلى أعمالهم..
يا ابن جندب: إن للشياطين مصائد يصطاد بها فتحاموا شباكه ومصائده.
يا ابن جندب: من أصبح مهموماً لسوى فكاك رقبته فقد هون عليه الجليل ورغب
من ربه في الربح الحقير. ومن غش أخاه وحقره وناواه جعل الله النار مأواه، ومن حسد
مؤمناً انماث الإيمان في قلبه كما ينماث الملح في الماء.
يا ابن جندب: الماشي في حاجة أخيه كالساعي بين الصفا والمروة، وقاضي
حاجته كالمتشحط بدمه في سبيل الله يوم (بدر) و (أحد) وما عذب الله أمة إلا عند
استهانتهم بحقوق فقراء إخوانهم.
يا ابن جندب: بلغ معاشر شيعتنا[1] وقل لهم: لا تذهبن بكم المذاهب فوالله لا
تنال ولايتنا إلا بالورع والاجتهاد في الدنيا ومواساة الإخوان في الله، وليس من
شيعتنا من يظلم الناس.
يا ابن جندب: إنما شيعتنا يعرفون بخصال شتى: بالسخاء والبذل للإخوان،
وبأن يصلوا الخمسين ليلاً ونهاراً..
يا ابن جندب: كل الذنوب مغفورة سوى عقوق أهل دعوتك، وكل البر مقبول إلا
ما كان رئاءً..
[1] المراد بهذا التعبير هنا ليس ما قد
يتوهم من الفرقة المعروفة، وإنما المراد بهم كل مسلم متمسك بالإسلام المحمدي
الأصيل .. الصادق في إسلامه.. فكل مسلم شيعة لأهل بيت رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم.. ويدل لهذا حرص أهل البيت جميعا
على الحفاظ على وحدة المسلمين وعدم تصديع صفهم بأي خلاف.