الشمس، أجعل له في الظلمة نوراً، وفي الجهالة حلما، أكلأه بعزتي
وأستحفظه ملائكتي، يدعوني فألبيه، ويسألني فأعطيه، فمثل ذلك العبد عندي كمثل جنات
الفردوس لا يسبق أثمارها، ولا تتغير عن حالها..
^^^
سرنا إلى آخر، وقد علمت بعد ذلك أن اسمه (الكاظم) [1].. وقد رأيت عليه ما رأيت على صاحبه من سيما
أهل بيت النبوة الذين أخبر القرآن الكريم بطهارتهم، وقد سمعته يخاطب تلميذا له
يقال له (هشام بن الحكم البغدادي).. وكان مما سمعته منه قوله: يا هشام: كل شيء
دليل، ودليل العاقل التفكر.
يا هشام: لو كان في يدك جوزة، وقال الناس في يدك لؤلؤة ما كان ينفعك وأنت
تعلم أنها جوزة.. ولو كان في يدك لؤلؤة وقال الناس: أنها جوزة ما ضرك وأنت تعلم
أنها لؤلؤة.
يا هشام: إن الله على الناس حجتين: حجة ظاهرة وحجة باطنة، فأما الظاهرة
فالرسل والأنبياء والأئمة، وأما الباطنة فالعقول.
يا هشام: قليل العمل من العاقل مقبول مضاعف، وكثير العمل من أهل الهوى
والجهل مردود.
يا هشام: إن العاقل رضي بالدون من الدنيا مع الحكمة، ولم يرضى بالدون من
الحكمة مع الدنيا، فلذلك ربحت تجارتهم..
يا هشام: إن كان يغنيك ما يكفيك فأدنى ما في الدنيا يكفيك، وإن كان لا
يغنيك ما يكفيك فليس شيء من الدنيا يغنيك..
يا هشام: إن العقلاء تركوا فضول الدنيا فكيف الذنوب ؟ وترك الدنيا من
الفضل وترك