وقال a:(إياكم أن تتخذوا ظهور دوابكم منابر، فإن
الله إنما سخرها لكم لتبلغكم إلى بلد لم تكونوا بالغيه إلا بشق الأنفس، وجعل لكم
الأرض فعليها فاقضوا حاجاتكم)[2]
ونهى a عن التحريش بين الحيوانات، وهو الإغراء
وتهييج بعضها على بعض كما يفعل بين الجمال والكباش والديوك وغيرها.. ففي الحديث عن
ابن عباس قال: (نهى رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم عن التحريش بين البهائم)[3]
التفت (أبو حذيفة) إلى بلمنت،
وقال: ويدخل في هذا ما يفعله المجرمون المستكبرون القساة في عصرنا مما يسمونه
مصارعة الثيران.. فأين مايدعونه
جمعية الرفق بالحيوان من هذه التي يسمونها رياضة؟
^^^
قام آخر، وقد عرفت بعد ذلك أن اسمه (خُزيمَة بن ثابت الأنصاريّ)[4]، وقال: ليس ذلك فقط.. بل إن شريعة
الرحمة الإلهية التي أنزلها على عبده محمد a شملت برحمتها جميع الكائنات ما يعقل منها وما لا يعقل..
فكل مسلم – بفضل تلك التعاليم العظيمة - يشعر بعلاقة حميمة
من الكون تبدأ من
[4] أشير به
إلى خزيمة بن ثابت بن الفاكِه... بن مالك بن الأوس الأنصاريّ،
لقب بـ «ذو الشهادتَين»؛ لحادثة وقعت زمن النبيّ a، خلاصتها أنّ أعرابيّاً باع فَرَساً لرسول الله
a ثمّ أنكر الأعرابيّ البيعَ
فأقبل خزيمة بن ثابت حتّى انتهى إلى الموقف وقال: أنا أشهد يا رسول الله لقد اشتريتَه
منه. فقال الأعرابي: أتشهد ولم تحضرنا ؟! وقال له النبيّ a: أشَهِدتَنا ؟ فقال خزيمة:لا يا رسول الله، ولكنّي
علمتُ أنّك قد اشتريتَه، أفأُصدِّقك بما جئتَ به من عند الله ولا اُصدّقك على هذا الأعرابيّ
الخبيث ؟! فعجب له رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم
وقال: يا خزيمة، شهادتك شهادة رجلَين.. فصارت مقولة النبيّ a وساماً له، فصار يُقال له: «خزيمة بن ثابت الأنصاريّ
ذو الشهادتين»