والكلام إلا بإذن.. كما كان بعضهم يُغالى أحياناً فيضع فى فمها قفلاً من
حديد، كانوا يسمونه الموسيلير، وكانوا يحرمون عليها أحيانا أكل اللحوم كما كانت
تتعرض لأشد العقوبات البدنية باعتبارها أداة للغواية وأحبولة من حبائل الشيطان،
وكان للرجل أن يتزوج من النساء ما يشاء ويتخذ من الخليلات ما يريد.
وكانت الزوجة تكلف بأعمال قاسية وكان من حق الزوج بيعها أو التنازل عنها
للغير أو تأجيرها، ولما اعتنق الرومان المسيحية أصبح للزوجة الأولى بعض الميراث ـ
أما بقية الزوجات فكنَّ يُعتَبرن رفيقات. والأبناء منهن يُعاملن معاملة أبناء
الزنا اللقطاء، ولذلك لا يرثون ويُعتبرون منبوذين فى المجتمع.
ومن عجيب ما ذكرته بعض المصادر أن ما لاقته المرأة فى العصور الرومانية
تحت شعارهم المعروف (ليس للمرأة روح) تعذيبها بسكب الزيت الحار على بدنها، وربطها
بالأعمدة، بل كانوا يربطون البريئات بذيول الخيول، ويسرعون بها إلى أقصى سرعة حتى
تموت.
أما المرأة العربية فى الجاهلية، فقد كانت تعدُّ جزءاً من ثروة أبيها أو
زوجها. وكانوا في الجاهلية لا يورثون النساء ولا الصغير وإن كان ذكرا، وكان ابن
الرجل يرث أرملة أبيه بعد وفاتها.. وكانوا يرثون النساء كرهاً، بأن يأتى الوارث
ويلقى ثوبه على زوجة أبيه، ثم يقول: ورثتها كما ورثت مال أبى، إلا إذا سبقت ابنها
أو ابن زوجها بالهرب إلى بيت أبيها، فليس له أن يرثها. فإذا أراد أن يتزوجها
تزوجها بدون مهر، أو زوجها لأحد عنده وتسلَّمَ مهرها ممن تزوجها، أو حرَّمَ عليها
أن تتزوج كى يرثها بعد موتها[1].
وكان العرب فى الجاهلية يمنعون النساء من الزواج، فالابن الوارث كان يمنع
زوجة أبيه
[1] وقد نص على تحريم هذا في قوله
تعالى:﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَرِثُوا
النِّسَاءَ كَرْهًا) (النساء: 19)، فهذه الآية نهت عن عادة الجاهلية من إرث الرجل
نساء أقربائه.