الشخصية.. ولكن من الشؤون الشخصية ما يكون صالحا نافعا، ومنها ما يكون ضارا.
قالت المرأة: لا أزال لا أفهم ما تقصدين.
قال العجوز: لتفهمي هذا يا ابنتي ينبغي أن تعلمي أن الحجاب الذي دعا إليه
الإسلام ليس إلا مفردة من مفردات نظام العفة الذي جاء به.
لاشك أنك ككل إنسان فاضل تدركين قيمة العفة، وأنها خلق من أخلاق الإنسان
الرفيعة.. وأن المجتمع الفاضل هو المجتمع الذي تسوده العفة.
إن هذا فطرة في كل نفس إنسانية فاضلة..
فإن كنت لا توقنين بهذا، أو تشكين فيه.. فلاشك أنك لا تقبلين من زوجك أن
يخونك.. ولا تقبلين من ابنتك أن تصبح لعبة بين أيدي المنحرفين.. ولا ترضين لنفسك
قبل ذلك وبعده أن تدنس سمعتك أو يتكلم أحد في عرضك، أو يتخذك أحد من الناس مطية
لشهواته، ثم يرميك دون اهتمام أو مبالاة.
ما دمت لا تقبلين هذا.. فإن هذا لا يعني إلا شيئا واحدا هو أنك تؤمنين في
قرارة نفسك بضرورة وجود نظام يحفظ للعفة وجودها الواقعي.. ويحفظ لها كذلك
استمرارها ودوامها.
ونظام العفة كأي نظام يلجم الرغبات الجامحة للنفوس يحتاج بعض القيود..
هو نفسه النظام الذي يجعلنا ننتقي ما نأكله حتى لا تصبح شهوات نفوسنا مصايد
لنا..قالت المرأة: فحدثينا عن نظام العفة الذي جاء به الإسلام وعلاقته بالحجاب[1]..
قالت العجوز: لا يمكنني في هذا المجلس أن أحدثك عن كل التفاصيل المرتبطة
بهذا.. ولكني سأقرأ عليك آيات من القرآن الكريم تبين السياق الذي ورد فيه الأمر
بالحجاب.. وستدركين من خلالها لم جعلت الشريعة الحجاب جزءا من منظومة العفاف التي
يقوم عليها
[1] تحدثنا في الرسائل
الماضية عن أجزاء كثيرة من هذا النظام.. وراجع بعض المقارنات في هذا خصوصا في
رسالة (ثمار من شجرة النبوة) من هذه السلسلة.