نام کتاب : أنبياء يبشرون بمحمد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 122
بشارة سليمان
في اليوم
الخامس خرجت طالبا النزهة والاستجمام، فقصدت حديقة تضم أصنافا من الطيور
والحيوانات.. فأهل القرية ـ كما لاحظت من خلال سلوكهم ـ محبون للحيوانات محترمون
لها.
في
الحديقة لفت انتباهي رجل في منتهى الهيبة والوقار، بل يظهر من خلال أمور كثيرة أن
له رئاسة ما يمارسها، ولكنه مع ذلك يتجول على حيوانات الحديقة، ويتفقدها واحدا
واحدا، وكأنها رعية من رعيته، يحرص عليها، ويعتني بها.
ومما زاد
عجبي من الرجل، ومن الحديقة، ومن أهل القرية أنهم جعلوا جناحا خاصا بالنمل.. وهذا
ما لم أره في أي حديقة من حدائق الدنيا.
رأيت
الرجل يسير نحو هذا الجناج، وهو يحمل معه ألوانا من الطعام، تتبعته، فإذا به يلقي
السلام على النمل، ثم يرمي الطعام إليهن.
احترت في
سلوكه، وفي شخصه، وفي حقيقته.. وقد كانت هذه حبالا كثيرة دعتني إلى التعرف عليه.
اقتربت
منه، وسلمت عليه، وسألته: أراك تحن على النمل.
قال: أجل..
أنا سليمان.. جعل الله سليمان بابي إلى الهداية.. فأنا أسير على قدمه.
قلت: أي
سليمان ذلك الذي كان بابك؟.. وكيف تسير على قدمه؟
قال: ألا
تعرف سليمان النبي؟
قلت: بلى..
ومن لا يعرف سليمان؟
قال: فما
تعرف عنه؟
قلت:
أعرف عنه أشياء كثيرة لا حاجة لذكرها هنا.
قال: لا..
أنت تفر بقولك هذا.. أنت تحمل صورة خاطئة عن سليمان النبي، فلذلك
نام کتاب : أنبياء يبشرون بمحمد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 122