وجدت
الفرضة سانحة لأرد عليه، فقلت: فهاهم أحبار اليهود، وهم علماء بالكتاب لم يجدوه
كما في كتبهم.. ولو وجدوه كذلك لاتبعوه.
قال: ألا
تعرف اليهود؟.. أنتم تذكرون في كتبكم أن المسيح مبشر به في كتب الأنبياء التي
يتداولها اليهود.. فهل رأيت أحدا من رجال الدين اليهودي اتبع المسيح؟
إنكم
تذكرون أن أول من وقف في وجهه هم أولئك الرجال الذين كانوا رعاة الكتاب المقدس..
فهل يستدل أحد من الناس بتكذيبهم على تكذيب المسيح؟
ومع ذلك..
فإن محمدا a قد
اتبعه كثير من كبار رجال الدين اليهود بعد أن عاينوا صدق العلامات التي وردت في
كتبهم.
ارجع إلى
كتب التاريخ لتخبرك بذلك.. وساقص عليك منها ما قد يقنعك:
لقد رووا
بأسانيد موثوقة حديث إسلام عبد الله بن سلام، وقد كان حبراً عالماً من علماء اليهود..
اسمع إليه، وهو يحدث بحديثه.. قال: لما سمعت برسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم عرفت صفته واسمه وزمانه الذي كنا
نتوكف له، فكنت مسراً لذلك صامتاً عليه حتى قدم رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم المدينة فلما نزل بقباء في بني
عمرو بن عوف أقبل رجل حتى أخبر بقدومه، وأنا في رأس نخلة لي أعمل فيها، وعمتي
خالدة ابنة الحارث جالسة، فلما سمعت الخبر بقدوم رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم كبرت فقالت لي عمتي حين سمعت
تكبيري: (خيبك الله.. والله لو كنت سمعت بموسى بن عمران قادما ما زدت) قال: فقلت
لها: (أي عمة، هو والله أخو موسى بن عمران، وعلى دينه، بعث بما بعث به) فقالت: (أي
بن أخي.. أهو النبي الذي كنا نخبر أنه يبعث مع نفس الساعة) قال: فقلت لها: (نعم)
قال فقالت:(فذاك إذا) قال: ثم خرجت إلى رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم،فأسلمت ثم رجعت إلى أهل