نام کتاب : أنبياء يبشرون بمحمد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 203
غيركم
فقربته إليه، فقال رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم لأصحابه: كلوا، وأمسك يده فلم يأكل، قال: فقلت: في نفسي هذه
واحدة، ثم انصرفت عنه، فجمعت شيئاً وتحول رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم إلى المدينة ثم جئت به فقلت: إني
قد رأيتك لا تأكل الصدقة، وهذه هدية أكرمتك بها، قال: فأكل رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم منها وأمر أصحابه معه، قال: فقلت
في نفسي: هاتان اثنتان، ثم جئت رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم وهو ببقيع الغرقد، وقد تبع جنازة من أصحابه عليه شملتان وهو
جالس في أصحابه، فسلمت عليه، ثم استدرت أنظر إلى ظهره هل أرى الخاتم الذي وصف لي
صاحبي، فلما رأى رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم أنى استدرته عرف أني استثبت في شيء وصف لي، فألقى رداءه عن
ظهره فنظرت إلى الخاتم فعرفته، فانكببت عليه أقبله وأبكي، فقال لي رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم:(تحول!!)، فتحولت فقصصت عليه
حديثي.
إلى آخر
قصته.. هل ترى في هذا الحديث أي إمارة من إمارات الكذب.. إنه يفوح بالصدق.. إن كل
لفظة منه دليل قائم بذاته.
صمت
قليلا، ثم قال: إشعيا لا يتحدث في هذه النبوءة عن الخاتم فقط.. هو يتحدث عن علامات
أخرى.. لا يمكن أن تنطبق على غير محمد a.
إن في
هذه النبوءة إخبارا بصفة من صفات رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم، وخلق من أخلاقه العظيمة، وهو
مشاورته a
لأصحابه، فقد ورد في البشارة: (ويدعى اسمه عجيبا مشيرا)
وقد وردت
النصوص الكثيرة المؤرخة لسيرته a وحياته مع أصحابه وكثرة مشورته لهم.. فإن كنت صالحا، فسيقيض
الله من يدلك على ذلك، ويعلمك علمه.
وسأكتفي
من دلالتك على هذه الصفة، بما ورد في القرآن الكريم من حض النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم على الشورى.. فالله تعالى يقول
لنبيه :﴿
فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ
الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ
وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ
اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ﴾ (آل عمران:159)
نام کتاب : أنبياء يبشرون بمحمد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 203