قال:
الخلاف في مسألة مهمة مثل هذه يدل على أن كلا الموضعين ليس هو المحل المقصود، بل
قد ورد عن المسيح ما يدل على هذا.. فعندما دخلت عليه امرأة سامرية، وسألته عن
المكان الحقيقي المعد للعبادة، أفصح لها المسيح أن المكان ليس جبل جرزيم السامري،
ولا جبل عيبال العبراني الذي بني عليه الهيكل.. وقد ورد النص هكذا في يوحنا:(قالت
له المرأة: يا سيد أرى أنك نبي، آباؤنا سجدوا في هذا الجبل، وأنتم تقولون أن في
أورشليم الموضع الذي ينبغي أن يسجد فيه، قال لها يسوع: يا امرأة صدقيني، إنه تأتي
ساعة لا في هذا الجبل ولا في أورشليم تسجدون للآب، أنتم تسجدون لما لستم تعلمون،
أما نحن فنسجد لما نعلم، لأن الخلاص هو من اليهود. ولكن تأتي ساعة وهي الآن حين
الساجدون الحقيقيون يسجدون للآب بالروح والحق، لأن الآب طالب مثل هؤلاء الساجدين
له، الله روح، والذين يسجدون له فبالروح والحق ينبغي أن يسجدوا) (يوحنا 4/19-24)
قال: وما
المكان الذي تراه لذلك؟
قلت:
التحقيق فيها أن قصة الذبح جرت في الأرض المرشدة، وهي أرض العبادة، وهي مكة أو
بلاد فاران، واختلافهم دليل على صحة ذلك، واتفاقهم على اسم المكان بجبل الرب صحيح،
لكنهم اختلفوا في تحديده، وقد ربطوه بتسميات ظهرت بعد الحادثة بقرون عدة، وتجاهلوا
البيت المعظم الذي بني في تلك البقعة حينذاك، ويسمى بيت الله كما سمي الجبل الذي
في تلك البقعة جبل الله.
وقد قال
ميخا النبي عن مكة والبيت الحرام وعن إتيان الناس للحج عند جبل عرفات:
[1] بقي هذا الاختلاف من
أهم الاختلافات التي تفرق السامريين عن العبرانيين، وقد استمر في حياة المسيح، كما
سنرى.
نام کتاب : أنبياء يبشرون بمحمد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 44