نام کتاب : أنبياء يبشرون بمحمد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 81
قد جاء
في الترجمة السبعينية: (واستعلن من جبل فاران، ومعه ربوة من أطهار الملائكة عن
يمينه، فوهب لهم وأحبهم، ورحم شعبهم، وباركهم وبارك على أظهاره، وهم يدركون آثار
رجليك، ويقبلون من كلماتك. أسلم لنا موسى مثله، وأعطاهم ميراثاً لجماعة يعقوب)
وفي
ترجمة الآباء اليسوعيين: (وتجلى من جبل فاران، وأتى من ربى القدس، وعن يمينه قبس
شريعة لهم)
وفي
ترجمة 1622م: (شرف من جبل فاران، وجاء مع ربوات القدس، من يمينه الشريعة)
ومعنى
ربوات[1] القدس أي ألوف القديسين الأطهار،
كما في ترجمة 1841م:(واستعلن من جبل فاران، ومعه ألوف الأطهار، في يمينه سنة من
نار)
قلت:
فكيف تنطبق هذه النبوءة على محمد؟
قال: في
هذا النص تتحدث البشارة عن الأماكن التي سيظهر فيها وحي الله إلى أنبيائه، وهي
تدعو بذلك إلى البحث عنها، أما الأول، فهو جبل سيناء، حيث كلم الله موسى.. وأما
الثاني، فهو ساعير، وهو جبل يقع في أرض يهوذا كما في (يشوع 15/10)، وهو محل ظهور
المسيح.. وأما الثالث، فهو جبل فاران[2].
[1] استخدام
ربوات بمعنى ألوف أو الجماعات الكثيرة، معهود في الكتاب المقدس:( ألوف ألوف تخدمه،
وربوات ربوات وقوف قدامه)(دانيال7/10)، ومثله قوله :( كان يقول: ارجع يا رب إلى
ربوات ألوف إسرائيل )(العدد 10/36)، فالربوات القادمين من فاران هم الجماعات
الكثيرة من القديسين، الآتين مع قدوسهم الذي تلألأ في فاران.
[2]
وردت كلمة فاران اثنى عشر مرة فى أسفار العهد القديم من نسخة فانديك
العربية المعتمدة لدى الكنائس العربية. أماكنها كالآتى : تك ( 14 : 6 ؛ 21 : 21 )
؛ عدد ( 10 : 12 ؛ 12 : 16 ؛ 13 : 3، 26 ) ؛ تثنية ( 1 : 1 ؛ 33 : 2 ) ؛ 1
صموئيل ( 25 : 1 ) ؛ 1 ملوك ( 11 : 18، 18 ) ؛ حبقوق ( 3 : 3 )
ونجد الكلمة تأتى
مسبوقة بالحرفين ( هـ ر ) أى هار فاران ( הך פאךנ ) فى كل من ( تك 14 : 6 ؛
تثنية 33 : 2 ؛ حبقوق 3 : 3 )
وكلمة هار يقول عنها
علماء اللغة العبرية أنها صيغة مختصرة من الجذر هرر ( הךך )، وهو جذر
غير مستخدم فى العبرية، وتجدهم يترجمون معنى هار إلى جبل فيقولون جبل فاران كما
جاء فى ( تثنية 33 : 2 ؛ حبقوق 3 : 3 ). وتجدهم يترجمون معناها أحيانا إلى كلمة
بطمة فيقولون بطمة فاران كما جاء فى ( تك 14 : 6 ) وشتان ما بين الجبل و البطمة فى
المعنى، فهذا حجر وذاك زرع نباتى..!!
وفى الإنجليزية
يترجمونها إلى إيل فاران ( El-Paran ) وقد سبق ذكر معنى كلمة إيل التى يترجمونها فى النسخ العربية إلى
اسم الجلالة الله، فيكون منطوق العبارة فى نصّ تك ( 14 : 6 ) هو فاران الله. أى
أنَّ اسم ذلك المكان ينسب إلى اسم الله سبحانه وتعالى.
كما نجد أنَّ كلمة
فاران فى النصوص ( تك 21 : 20؛ عدد 10 : 12 ؛ 12 : 16 ؛ 13: 26 ؛ تثنية 1 : 1 ؛ 1
صموئيل 25 : 1 ) تأتى مسبوقة بالكلمة العبرية مدبار ( חידבך ) بمعنى برية.
وسكن إسماعيل وأمه هاجر فى مدبار فاران ( חידבך פאךנ ) أى برية
فاران، وليس على هار فاران ( הך פאךנ ) أى جبل فاران.
وبالمناسبة فإنهم لا
يقولون هار سين أى جبل سيناء كما قالوا هار فاران أى جبل فاران، وإنما يقولون
مدبار سين أى برية سيناء و مدبار فاران أى برية فاران. فهناك إذًا فى العبرية جبل
فاران و برية فاران ولا يوجد فيها جبل سيناء وإنما الموجود برية سيناء و سيناء فقط
ويعنون بها الجبل، وفى العبرية الحديثة يطلقون كلمة سين على كل شبه جزيرة سيناء.
ونجد الكلمة فاران تأتى
علما على اسم مكان بدون إضافة إليها كما جاء فى نص (1 ملوك 11 : 18 مكرر ) (أنَّ
هدد هرب هو ورجال أدوميون من عبيد أبيه معه ليأتوا مصر، وكان هدد غلاما صغيرا.
وقاموا من مديان وأتوا إلى فاران وأخذوا معهم رجالا من فاران وأتوا إلى مصر )
أمَّا عن معنى كلمة
فاران ومكانها فإنَّ معظم القواميس والموسوعات الكتابية لا تذكر شيئا عن معناها،
وكل أقوالهم تنحصر فى بيان موقعها الجغرافى المُضَلل المزعوم فى سيناء المصرية.
ولكن بالرجوع إلى
القواميس اللغوية المتخصصة للكتاب المقدس نجد أنَّ الكلمة فاران تذكر أنها صحراء
العربية، ويقصدون بطرف خفى أنها صحراء وادى عربة الواقعة شرقى سيناء كما ورد فى
كثير مِن القواميس الكتابية..!!
إلا أنهم يرمون للقارىء
المسلم ببعض المعانى والكلمات أمام كلمة فاران مثل قولهم glorify-self ) أى المكان المُعَظم فى ذاته أو المكان
المُمَجَّد فى ذاته. (انظر: نبي أرض الجنوب)
نام کتاب : أنبياء يبشرون بمحمد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 81