نام کتاب : أنبياء يبشرون بمحمد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 83
تلك التي
سكنها إسماعيل، وقامت الأدلة التاريخية على أنها الحجاز، حيث بنى إسماعيل وأبوه
الكعبة، وحيث تفجر زمزم تحت قدميه، وهو ما اعترف به عدد من المؤرخين كالمؤرخ جيروم
واللاهوتي يوسبيوس اللذان شهدا بأن فاران هي مكة.
قلت:
شهادتهما لا تلزم غيرهما.
قال: إن
جبل فاران هو الجبل الذي سكنه إسماعيل، كما قالت التوراة عن إسماعيل:(كان الله مع
الغلام فكبر.وسكن في البرية، وكان ينمو رامي قوس، وسكن في برية فاران، وأخذت له
أمه زوجة من أرض مصر)(التكوين: 21/20-21)
وقد
انتشر أبناؤه في هذه المنطقة، فقد جاء في التوراة: (هؤلاء هم بنو إسماعيل....
وسكنوا من حويلة إلى شور)(التكوين 25/16 - 18)، وحويلة كما جاء في قاموس الكتاب
المقدس منطقة في أرض اليمن، بينما شور في جنوب فلسطين.. وعليه فإن إسماعيل وأبناؤه
سكنوا هذه البلاد الممتدة جنوب الحجاز وشماله، وهو يشمل أرض فاران التي سكنها
إسماعيل.
قلت:
دعنا من هذا.. لقد ذكر موسى هذه البشارة بصيغة الماضي، وهي بالتالي لا يصح
انطباقها على محمد.
قال: أنت
تدري بأن من عادة الكتب الإلهية استعمال الماضي في معنى المستقبل[1]، ألم تر أنه أخبر عن عيسى في هذه
البشارة كذلك بصيغة الماضي، فإن قبلت هذه البشارة في حق عيسى، فهي في حق محمد ادعى
للقبول.
[1] التعبير عن الأمور
المستقبلة بصيغة الماضي معهود في لغة الكتاب المقدس. يقول اسبينوزا :« أقدم الكتاب
استعملوا الزمن المستقبل للدلالة على الحاضر، وعلى الماضي بلا تمييز كما استعملوا
الماضي للدلالة على المستقبل... فنتج عن ذلك كثير من المتشابهات »
وفي القرآن الكريم كثير من ذلك، فالله
تعالى يقول عن الساعة :﴿ أَتَى أَمْرُ
اللَّهِ فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ)
(النحل:1)
نام کتاب : أنبياء يبشرون بمحمد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 83