فارتباط المسلم بربه مستمر دائم في كل لحظة من لحظات عمره، بل
هو على صلة دائمة به: ﴿ قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَاي
وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162) لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ
أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ (163) ﴾ (الأنعام)
فهو يصلي كل يوم وليلة خمس صلوات مفروضة، في أوقات محددة
موقوتة، ليس له أن يتقدم عليها أو يتأخر بدون عذر شرعي.. وهو مأمور بالطهارة
الكبرى والصغرى لكل صلاة منها..هذا عدا نوافل الصلاة المؤكدة وغيرها مما لا حصر له
منها..
وهو يصوم شهرا كاملا في السنة فرضا لا يسقطه عنه سقوطا مؤقتا أو
مطلقا إلا عذر شرعي..هذا عدا نوافل الصوم التي أفضلها صوم يوم وإفطار يوم على
القادر في عمره كله.. وهناك أيام محدودة في الأسبوع وفي الشهر وفي العام يشرع
للمسلم صيامها..
وهو يحج حجا مفروضا عليه مرة في عمره، لا يجوز له تركه إلا بعذر
شرعي.
وهو يخرج زكاة ماله في أوقاته المحددة، لا يجوز له تأخير ذلك،
وأمره الله تعالى بنوافل الصدقات والإنفاق مما رزقه الله، في كل ما يحقق الخير
للإسلام والمسلمين..
وهو مأمور بذكر الله تعالى الواجب والمندوب، بحيث لا يزال لسانه
رطبا بذكر ربه: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ
ذِكْراً كَثِيراً (41) وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً (42)﴾ (الأحزاب)
وهو مأمور بتعاطي ما أحل الله، وترك ما حرم الله في كل تصرفاته،
فلا يخلو المسلم في أي وقت من أوقاته من فعل طاعة أو ترك معصية.
فليس له أن يعصر خمرا ولا يبيعها ولا يعلن عنها ولا يسقيها ولا
يملكها..
وليس له أن يصنع سلاحا أو يبيعه لمن يقتل به نفسا حرم الله
قتلها مسلما كان
[1] انظر: الإسلام دين هداية ورحمة واستعصاء،
د. عبد الله قادري الأهدل.
نام کتاب : ثمار من شجرة النبوة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 112