responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ثمار من شجرة النبوة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 20

البهيمية التي لا تعيش إلا من أجلها..

***

عند باب جامعة السربون، رأيت رجلا لاح لي من مظهره أنه رجل دين، بل يظهر من مظهره أن له مكانة في الكنيسة، ولكني تعجبت منه إذ رأيته يرمي صليبه الذي كان يطوق رقبته، ويرتمي على الأرض ساجدا، يبلل الأرض بدموعه.

اقتربت منه لأسمع ما يقول، واقترب جمع من الناس نحوه كما اقتربت.

كانت الدموع تحول دون فهم الجمع لما يقول، فلذا تصوروه مجنونا، فانصرفوا عنه، أما أنا، فقد وعيت كل كلمة نطق بها.

لقد كان يردد ما قاله المسيح في إنجيل متى (15:7-17): (احترزوا من الأنبياء الكذبة يأتونكم بثياب الحملان الوديعة، ولكنهم من الداخل ذئاب خاطفة.. من ثمارهم تعرفونهم، هل تجتنون من الشوك عنبا، أو من الحسك تينا.. هكذا كل شجرة جيدة تصنع أثمارا جيدة، وأما الشجرة الردية فتصنع أثمارا ردية)

عندما قام من سجوده، اقتربت منه، وحييته، وقلت: لقد رأيتك تفعل عجبا حيرني.. أنت تسجد سجود المسلمين، ثم تقرأ في سجودك إنجيلنا نحن المسيحيين، فهل أنت مسلم أم مسيحي؟

قال: أنا مسلم مسيحي.. أو مسيحي مسلم..

قلت: لا يمكن أن تخلط بين الأديان، فالمسلمون لا يقبلون مسيحيا يظل على مسيحيته، والمسيحيون لا يقبلون مسلما يظل على إسلامه.

قال: لقد كنت مسيحيا خالصا، بل مسيحيا متعصبا.. ولكني الآن تحولت إلى المسيحية الحقيقية التي جاء المسيح يبشر بها.

قلت: فما هي هذه المسيحية؟.. وكيف وصلت إليها؟

نام کتاب : ثمار من شجرة النبوة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 20
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست