نام کتاب : ثمار من شجرة النبوة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 201
هذا هو الإنسان كما يفسره الإسلام بعنصريه المكونين له: قبضة
الطين، ونفخة الروح.
والخطأ الذي وقعت فيه كل الحضارات والمذاهب والأديان هو
محاولتها تفسير الإنسان بعنصر واحد من عنصريه دون الآخر.. وهذا هو الخطأ الأكبر
الذي تسللت منه سائر الأخطاء..
فالحضارة المادية التي تأسست على المذاهب المادية تبرز جانب
الجسد، وجانب الحس، وجانب المادة، فإذا أخذت شيئا من النفخة العلوية أخذت جانب
العقل وأبت جانب الروح، وسخرت العقل ـ من ثم ـ فى شهوات الجسد ومطالب الحس وعالم
المادة، ففقد علويته ورفعته، وأسف مع قبضة الطين، وأنشأ عمارة مادية للأرض خالية
من إشراقة الروح.
والمذاهب الروحية تبرز جانب الروح، وتهمل الجسد وتكبته وتقهره
وتحتقره وتقوم بتعذيبه من أجل رفعة الروح، كما تفعل الهندوكية والرهبانية، كما
أنها تهمل عالم الحس وعالم المادة، فلا يقوم الإنسان بعمارة الأرض، ولا يقاتل الشر
والطغيان، ولا يجاهد لإقامة الحق والعدل، اكتفاء بلذة الفناء فى عالم الروح،
التى يتم من خلالها الوجود[1].
الآدمية:
قلت: وعيت هذا.. وعرفت أهميته.. فما فهمت من القرآن من تميز
التصور الإسلامي للإنسان.
قال: الآدمية.. لقد ورد في الآيات التي تلوتها عليك أن أول
البشر هو آدم.. وآدم لم يكن من عائلة الشمبانزي.. بل هو مخلوق بالأصالة.. لقد أراد
الله القادر على كل شيء أن يخلق الإنسان، فخلق الإنسان، وكان أول إنسان هو آدم.
ولهذا نرى القرآن يذكر البشر بأبيهم الذي ينتسبون إليه، ففيه:
﴿ يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ