responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ثمار من شجرة النبوة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 214

قال: سأحكي لك القصة من أولها لتعلم أنه بقدر الحقوق التي تصور الإنسان أنه نالها في هذه الثورة بقدر الضرائب الضخمة التي دفعها.

نظر إلى الشجرة الجاثية أمامنا بحزن، ثم قال: لقد قام أولئك الثوار المساكين بقلع شجرة الإنسان قلعا شديدا ممتلئا بالفوضى، فقطعوا عروقها، وسملوا أعين أوراقها، ثم ملأوها بالصور التي شاءت لهم أهواؤهم أن تحجب أشعة الشمس عنها، ثم أحضروا مياه المستنقعات، فسقوها بها، فامتلأت بالأدواء.

قلت: كيف حصل كل ذلك؟

قال: في ذلك اليوم الذي اختلط فيه البغض بالحب.. والحقوق بالعقوق.. قام الثوار الذين انفجر بهم الظلم الاجتماعي، وقام معهم المفسدون في الأرض[1]، إلى الثورة..

لقد كان النظام الاجتماعي الذي هيمن على الحياة الأوروبية طيلة القرون الوسطى هو


[1] يدعى اليهود في تبجح وغرور أنهم صناع الثورة الفرنسية ومدبروها، تقول البروتوكولات المنسوبة لهم:( تذكروا الثورة الفرنسية التي نسميها الكبرى.. إن أسرار تنظيمها التمهيدي معروفة لنا جيداً لأنها من صنع أيدينا )

وتقول:( كذلك كنا قديماً أول من صاح في الناس (الحرية والمساواة والإخاء) كلمات ما انفكت ترددها منذ ذلك الحين ببغاوات جاهلة متجمهرة من كل مكان حول هذه الشعائر ) (البروتوكولات:103،111)

وقد أيدهم في دعواهم هذه بعض الكتاب من أمثال وليم كار في (أحجار على رقعة الشطرنج) وسيبريدوفيتش في (حكومة العالم الخفية﴾ (انظر أحجار على رقعة الشطرنج:فصل الثورة الفرنسية.وحكومة العالم الخفية:79 )

ويدل لهذا أن اليهود تغلغلوا في منظمات الثورة المختلفة كالجمعية التأسيسية ونادي اليعاقبة وبلدية باريس، ولهذا استطاعوا أن ينفثوا تلك الشعارات التي رددتها الجماهير ببلاهة لا سيما شعار الثورة البارز (الحرية والإخاء والمساواة)، فهذا الشعار الذي قامت عليه الثورة وحققته كان له عند اليهود تفسير آخر:

فهم يقصدون بالحرية تحطيم القيود الأخلاقية والتقاليد الموروثة التي تحول بينهم وبين إفساد الأمم وتدميرها.

ويقصدون بالإخاء والمساواة كسر الحواجز النفسية والاجتماعية التي تحول بينهم وبين الانسلال إلى أجهزة الدولة وتنظيماتها، وإذابة الفوارق الدينية بينهم وبين غيرهم كى تزول عنهم وصمة الاحتقار والمهانة.

وهكذا نجحوا في تحويل الثورة من ثورة على مظالم رجال الدين نفسه وجعلوا لفظة الدين عند الشعوب الأوربية مرادفة للظلم والرجعية والتخلف والاستبداد.

نام کتاب : ثمار من شجرة النبوة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 214
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست