نام کتاب : ثمار من شجرة النبوة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 282
وفي حديث آخر: (من
سعادة ابن آدم المرأة الصالحة، والمسكن الصالح، والمركب الصالح)[1]
وفي حديث آخر: (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة، فليتزوج،
فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء)[2]
وفي حديث آخر: جاء ثلاثة رهط إلى بيوت أزواج النبي a يسألون عن عبادة النبي a، فلما أخبروا كأنهم تقالوها،
فقالوا: وأين نحن من النبي a قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر؟ قال أحدهم: أما أنا فإني
أصلي الليل أبدا،وقال آخر: أنا أصوم الدهر ولا أفطر،وقال آخر: أنا أعتزل النساء
فلا أتزوج أبدا، فجاء رسول الله a إليهم فقال: أنتم الذين قلتم كذا وكذا أما والله إني لأخشاكم
لله وأتقاكم له لكني أصوم وأفطر وأصلي وأرقد وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس
مني)[3]
قلت: هذا الشرط الأول للرهبانية، وقد علمت
شدة معارضة الإسلام له.. فما الشرط الثاني؟
قالت: التجرد الكامل عن الدنيا.. فعلى
الراهب ـ حتى يصير راهبا ـ أن يعتزل عزلة نهائية عن المجتمع، ويقطع النظر عن كل
أمل في الحياة.
قلت: لقد كتب المسلمون في العزلة كتبا.. بل
مارس الكثير من علمائهم هذه العزلة.. بل لهم ـ إلى الآن ـ ما يسمى بالخلوات التي
يختلون فيها للعبادة.
فإن قلت: إن كل ذلك حادث.. فقد شرع الإسلام الاعتكاف، وهو نوع
من العزلة.
[1] رواه احمد والبزار والطبراني في
الكبير والأوسط ورجال أحمد رجال الصحيح، انظر: مجمع الزوائد: 4/272.
[2] مسلم: 2/1018، البخاري: 2/673، ابن
حبان: 9/335، الدارمي: 2/177، البيهقي: 4/296، أبو داود: 2/219، النسائي: 2/95.