responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ثمار من شجرة النبوة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 292

***

كان من ضمن الأسماء الموجودة بالدفتر الذي سلمني إياه المرشد اسم (مكسيم رودنسون)[1].. وقد تعجبت كثيرا من وضعه في القائمة مع كونه مفكرا ماركسيا، وهو في ذات الوقت يرجع إلى أصل يهودي.. وهو بذلك قد اجتمعت فيه جميع أسباب العداوة للإسلام من ماركسية تعادي الأديان، ومن يهودية تعادي الإنسان.

لكني عندما رأيته، وسمعت حديثه زال عجبي من ذلك، وعرفت أن ماركسيته نوع من الهروب من يهوديته..

في ذلك اليوم سرت إلى الجبل الذي كان يجثم بجلال في ضاحية باريس.. وكان بهذا الجبل غابة زيتون كأنها ولدت مع ميلاد الإنسان.

وقد احترت إذ رأيت جزءا مهما من تلك الغابة قد طوق بأسوار من حديد مكهرب ليمنع أي داخل، ورأيت خارج تلك الغابة شابا يافعا ممتلئا شبابا جالسا ينظر إلى تلك الأشجار المقيدة بقيود الحديد والكهرباء..

اقتربت منه، وسألته عن سر حزنه، وسر أشجار الزيتون المطوقة بتلك الأغلال القاسية.


[1] هو مكسيم رودنسون (1915- )Maxime Rodinson مفكر ماركسي ومستشرق فرنسي من أصل يهودي، وُلد في باريس عام 1915، وكان أبوه أحد مؤسسي اتحاد نقابات العمال اليهود في باريس، تلقَّى تعليمه الابتدائي في باريس ثم عمل كصبي تشهيلات قبل التحاقه بقسم اللغات الشرقية الحية في السوربون حيث درس اللغات السامية والإثنوجرافيا وعلم الاجتماع.

اخترناه هنا لأنه كان يرى أن الغربيين يتأثرون كثيراً بما يحدث في إسرائيل أكثر مما يحدث في الدول العربية حيث لا يأبهون بما يحـدث في هذه البـلاد كثيراً أو لا يأبـهون بها على الإطلاق، فلا تزال المشاعر العنصرية وآثارها السياسية تطغى على حياة الغربيين. ويضرب رودنسون مثالاً لذلك بتزايد نمو الأحزاب العنصرية والنازية في الغرب الأوربي، ولذا فهو لا يعتقد في أطروحات غياب الإعلام العربي وتغيير الحالة الذهنية الغربية، لأنه يرى أن المسألة أعقد كثيراً من ذلك وترجع إلى الطبيعة العنصرية الأساسية في بنية الحضارة الغربية. (انظر: الموسوعة اليهودية، المسيري، وانظر فيها فصلا مهما حول [شخصيات ومنظمات يهودية معادية للصهيونية]

نام کتاب : ثمار من شجرة النبوة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 292
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست