نام کتاب : ثمار من شجرة النبوة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 349
سنوية لا يملكون التملص منها تحت وطأة التهديد بالحرمان وغضب
الرب.
يقول ويلز: (كانت الكنيسة تجبى الضرائب، ولم يكن لها ممتلكات
فسيحة ولا دخل عظيم من الرسوم فحسب، بل فرضت ضريبة العشور على رعاياها، وهى لم تدع
إلى هذا الأمر بوصفه عملا من أعمال الإحسان والبر، بل طالبت به كحق)[1]
ولم تكتف الكنيسة بذلك.. بل راح البابا يوحنا الثانى والعشرون
يفرض ـ بالإضافة إلى ذلك ـ ضريبة جديدة سميت (ضريبة السنة الأولى)، وهى دخل السنة
الأولى لأية وظيفة من الوظائف الدينية أو الإقطاعية يدفع إلى الكنيسة بطريق
الإجبار.
أما الهبات، فهى هبات فى ظاهر الأمر فقط، ولكنها ـ في الحقيقة ـ
تؤخذ بالإحراج والتوريط، والترغيب والترهيب، وخاصة الهبات التى تمنح للكنيسة فى
الوصايا التى يكتبها الناس قبل موتهم.. فقد فرضت الكنيسة على الناس ألا يكتبوا
وصاياهم إلا على يد القسيس.. وما دام القسيس حاضرا وقت كتابة الوصية فقد أصبح
الواجب ـ من باب المجاملة على الأقل _ أن يهب الوصى شيئا من ماله للكنيسة حتى لا
يكون مجافيا للذوق، أو حتى يتحاشى ما هو أخطر من ذلك: غضب الأرباب المؤدى إلى غضب
رب الأرباب.
أما السخرة فقد كانت الكنيسة تفرضها على رعاياها بالعمل يوما
واحدا فى الأسبوع بالمجان فى أراضى الكنيسة الواسعة، فيعمل التعساء ستة أيام فى
الأسبوع ليجدوا خبز الكفاف لهم ولأسرهم، ثم يعملون اليوم السابع ـ يوم الراحة ـ
سخرة فى أراضى الكنيسة لكى توفر الأخيرة أجور العمال التى كان المفروض أن تدفعها لقاء
زراعة إقطاعياتها الواسعة وجنى حاصلاتها وتزداد بذلك اكتنازا وضراوة فى طلب المزيد
من المال.
لقد كان من السهل على الكنيسة أن تمارس ذلك الطغيان المالى وهى
تملك ذلك النفوذ