نام کتاب : ثمار من شجرة النبوة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 352
الأفراد حرمانهم من الاعتراف الأخير والصلاة عليهم، فلا يشك
مسيحي أنهم ذهبوا إلى الجحيم بسبب ذلك.
واستمر الحال على ذلك فترات طويلة حتى كان مطلع القرن الثالث
عشر الميلادي حيث كانت الكنيسة تجتاز مرحلة حاسمة في تاريخها، وكانت بحاجة إلى
مزيد من السلطة الدينية والنفوذ المالي لمواجهة أعدائها، فقررت عقد مجمع عام لبحث
الوسائل الكفيلة بتحقيق ذلك فعقد المجمع الثاني عشر المعروف باسم مجمع لاتيران سنة
1215م ونجح هذا المجمع في إقرار مسألتين كان لهما أثر بالغ على المسيحية في القرون
التالية.
لاشك أنك تعرفهما..
أما أولهما هو (العشاء الرباني).. وهو لا يزال حيا بيننا.
وأما الثاني.. فهو امتلاك الكنيسة حق الغفران للمذنبين.. وقد
أصدروا لتقرير ذلك القرار التالي: (إن يسوع المسيح لما كان قد قلد الكنيسة سلطان
منح الغفرانات، وقد استعملت الكنيسة هذا السلطان الذي نالته من العلا منذ الأيام
الأولى قد أعلم المجمع المقدس وأمر بأن تحفظ للكنيسة في الكنيسة هذه العملية
الخلاصية للشعب المسيحي والمثبتة بسلطان المجامع، ثم ضرب بسيف الحرمان من يزعمون
أن الغفرانات غير مفيدة أو ينكرون على الكنيسة سلطان منحها غير أنه قد رغب في أن
يستعمل هذا السلطان باعتدال واحتراز حسب العادة المحفوظة قديماً والمثبتة في
الكنيسة لئلا يمس التهذيب الكنسي تراخ بإفراط التساهل)[1]
بهذا القرار فرض المجمع على كل المسيحيين أن يعترفوا أمام قسيس
الأبرشية مرة كل عام لكي يستطيعوا الحصول على الغفران، وتنفيذاً لذلك أخذ الناس
يتوافدون على الأبرشيات