responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ثمار من شجرة النبوة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 360

لنفرض أن السادة أرادوا إشعال حرب في مكان ما علي سطح الأرض، وهو أمر يهم الرأسمالية من جميع الوجوه المتخيلة.. وأولها بيع السلاح الذي يدر علي صانعية أرباحا خيالية.. فكيف يهيأ (الرأي العام) لتقبل الحرب أولا، ثم التحمس لها ثانيا، ثم المطالبة بها أخيرا.

تبدأ الصحف – وكذلك وسائل الإعلام – في نشر أخبار قصيرة مثيرة تثير عند الغافلين ـ والرأي العام دائما غافل ـ نوعا من التطلع والانتباه.. ثم يزاد في طول الخبر ويؤتي بمزيد من التفاصيل.. ثم يصبح الموضوع هو الحديث اليومي في الصحافة والإذاعة والتليفزيون.. ثم يزاد في نغمة الإثارة حتي تشحن النفوس بالوقود … ثم تأخذ الصحافة في استطلاع الرأي العام الذي كانت قد وجهته سابقا.. فإذا رأت الرأي العام متحمسا تبدأ في مطالبة الحكومة بالتحرك.. ثم تبدأ الحكومة في الاعداد انطلاقا من مطالبات الرأي العام الذي طبخه أرباب الأموال.. ثم تنطلق شرارة الحرب، ويباع السلاح، ومعه المطامع الكثيرة.. وتتحقق الأهداف المطلوبة من وراء المشروع.

قلت: هذا تحليل رائع.. وهو يدل على عقل ذكي.. ولكن هل في الواقع ما يثبت هذا؟

قالت: كل الواقع يثبت هذا.. سأضرب لك مثالا.. مجرد مثال..

في الحرب العالمية الثانية التي امتدت فشملت معظم أرجاء الأرض، وقتل فيها أربعون مليونا من الشباب في ميادين القتال غير الذين قتلوا من الرجال والنساء والأطفال بعيدا عن ميادين الحرب بالقنابل المدمرة، وغير الذين قتلوا بتأثير القنبلتين الذريتين اللتين ألقيتا في نجازاكي وهيروشيما.. بدأت صحافة الحلفاء.. أي الديمقراطيات في غرب أوربا وفي امريكا.. تتكلم عن هتلر واستعداداته الحربية والأزمات التي يثيرها (وخاصة أزمة ممر دانزج التي اعتبرت الشرارة الأولي للحرب)، وبدأت تكتب عن النازية وعن النظم الدكتاتورية وعداوتها للحرية والديمقراطية وحقوق الانسان.. وأن علي الديمقراطيات التي تشكل (العالم

نام کتاب : ثمار من شجرة النبوة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 360
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست