responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ثمار من شجرة النبوة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 372

وعنها ينبثق الفكر وتنبثق المشاعر والأحاسيس، ومن هذه المشاعر الدين نفسه.

أي إن وجود الناس هو الذي يحدد مشاعرهم وليس العكس.

وعند تفسير الدين على هذا الأساس يقول أنجلز: (من الأزمنة الموغلة في القدم ـ إذ وصل الفكر بالناس ـ وهم بعد في جهل تام ببنياتهم الجسدية الخاصة، وتحت تأثير أحلامهم ـ إلى القول بأن أفكارهم وأحاسيسهم ليست من فعل أجسادهم ذاتها، بل من فعل روح خاصة تسكن هذا الجسد وتفارقه لحظة الموت، منذ ذلك الحين اضطروا لأن يصطنعوا لأنفسهم أفكاراً عن علاقات هذه الروح مع العالم الخارجي)

(وعلى هذا النحو تماماً – عن طريق تشخيص القوى الطبيعية – ولدت الآلهة الأولى التي اتخذت خلال التطور اللاحق شكلاً غير أرضي أكثر فأكثر، إلى أن حدث أخيراً عملية تجريد … فنشأ على نحو طبيعي خلال التطور العقلي، أن تولدت في عقل الناس من الآلهة المتعددين ذوي السلطة الضعيفة والمقيدة بعضهم حيال بعض، فكرة الإله الواحد المنفرد في الديانات التوحيدية)[1]

ومع ذلك يستنتج أنجلز أن المطالب الجسدية هي منشأ الاعتقادات الفكرية وأن الدين ما هو إلا (الانعكاس الخيالي للأشياء البشرية في دماغ الإنسان)[2]

وما دام أن الوضع الاقتصادي هو الذي يفسر ويحدد المطالب الجسدية فإن النتيجة هي أن الدين ناشئ عن الأوضاع الاقتصادية ولا ينبغي أن يفسر إلا على ذلك (أما المجالات الأيدلوجية التي تحوم أعلى في الفضاء كالدين والفلسفة.. الخ فإنها مؤلفة من بقية – تعود إلى ما قبل التاريخ، وقد وجدها العهد التاريخي أمامه فالتقطها – لما قد نسميه اليوم غباء، إن هذه التصورات المختلفة الخاطئة عن الطبيعة وعن تكون الإنسان ذاته، وعن الأرواح وعن القوى


[1] نصوص من أنجلز: 61.

[2] المصدر السابق: 133.

نام کتاب : ثمار من شجرة النبوة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 372
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست