نام کتاب : ثمار من شجرة النبوة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 52
قال: لقد تحول الدين إلى تجارة لا تختلف عن سائر أنواع
التجارة..
لقد ذكر القرآن هذا، ففيه:﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُوا إِنَّ كَثِيراً مِنَ الْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ
النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ﴾ (التوبة:34)
وقد دفعهم حبهم للمال وتعظيمهم له إلى تحريف الدين من أجله، كما
في القرآن:﴿ فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ
ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً
فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ﴾ (البقرة:79)
قلت: هذا النقد القرآني قد يصح مع اليهود.. ولكنه لا يصح أبدا
عن المسيحية التي هي دين الزهاد والرهبان والعباد.
قال: اسمح لي أن أصارحك بموقفي من المسيحية..
قلت: لا بأس.. تحدث كما تشاء.
قال: لم تكن المسيحية في يوم من الأيام أهلا لخلاص الإنسان.
قلت: ما تقول؟.. والمسيحية هي الدين الوحيد في العالم الذي يصيح
بالخلاص، ويستعمل مصطلح الخلاص.
قال: الخلاص الذي يصيحون به أقرب إلى الأسطورة منه إلى
الحقيقة..
سكت قليلا، ثم قال بأسف[1]: لقد كان في المسيحية أثارة من
تعليم المسيح كان يمكنها أن تخلص البشرية، لكن بولس جاء، فطمس نورها، وطعّمها
بخرافات الجاهلية التي انتقل منها والوثنية التي نشأ عليها، وقضى قسطنطين على
البقية الباقية، حتى أصبحت المسيحية مزيجاً من الخرافات اليونانية والوثنية
الرومية والأفلاطونية المصرية والرهبانية، اضمحلت في جنبها تعليم المسيح البسيطة
كما تتلاشى القطرة من اليم، وعادت نسيجاً خشبياً من معتقدات
[1] انظر: ماذا خسر العالم بانحطاط
المسلمين، وانظر تفاصيل أخرى في الفصول القادمة.
نام کتاب : ثمار من شجرة النبوة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 52