responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : النبي المعصوم نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 148

بعد أن لم يجد نيكولاس ما يعترض به على الشورى التي كان يمارسها رسول الله a في جمع المجالات راح يقول: ولكن ممارسة الشورى وحدها لا تنفي الاستبداد، فقد يشاور المستبد مستبدين مثله، فيمارس من خلالهم ما تهواه نفسه من الاستبداد.

قال الحكيم: صدقت في هذا.. جزاك الله خيرا..

كان لهذا الدعاء تأثيره الشديد في نفس نيكولاس الذي أشرق وجهه بعد أن كان كالحا.

واصل الحكيم حديثه يقول: نعم.. لقد ذكر القرآن الكريم أن المستبدين قد يتخذون وزراء يعينونهم على استبدادهم.. وقد ذكر القرآن من نماذج ذلك فرعون الذي قال له ملؤه الذين كانوا مستشاريه:﴿ أَتَذَرُ مُوسَى وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ ﴾ (الأعراف:127)

قال نيكولاس: فأنت توافقني فيما أقول إذن؟

قال الحكيم: لو وافقتك حقائق التاريخ لوافقتك.. فهلم جميعا نسأل التاريخ عن موقف رسول الله a من العدالة التي هي نقيض الاستبداد.

لقد ذكر رسول الله a سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، أتدري من أولهم؟

سكت نيكولاس، فقال الحكيم: لقد ذكره رسول الله a فقال:(إمامٌ عادلٌ)، وذكر a (أن المقسطين عند الله على منابر من نورٍ: الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وما ولوا)[1]، فأنت ترى رسول الله a كيف يعمم معنى العدالة لتشمل كل شيء.

وأخبر a أن أهل الجنة ثلاثةٌ: ذو سلطانٍ مقسطٌ موفقٌ، ورجلٌ رحيمٌ رقيق القلب لكل ذي قربى ومسلمٍ، وعفيفٌ متعففٌ ذو عيالٍ[2].

فهل يمكن لنبي يدعو إلى مثل هذا، ويأمر بمثل هذا أن يجور!؟


[1] رواه مسلم.

[2] رواه مسلم.

نام کتاب : النبي المعصوم نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 148
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست