قال الحكيم: أول ما يثبت الدعوى الأولى هو ما ذكرت من عتاب الله
لنبيه a من أجل
ذلك الأعمى.. ألا ترى في إنزال عشر آيات قرآنية من أجل رجل بسيط فقير أعمى قلاه
الناس وهجروه ما يدلك على عظم المكانة التي يحتلها الفقراء والمستضعفون في هذا
الدين؟
سكت روبرتو، فقال الحكيم: ومثل ذلك ما روي أن المشركين عز عليهم
أن يكون عند محمد a
ضعفاء الناس وفقراءهم، فقالوا: لو نحاهم لأتيناه فأنزل الله تعالى قوله:﴿
وَلا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ
يُرِيدُونَ وَجْهَهُ مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَمَا مِنْ
حِسَابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ﴾ (الأنعام:52)
ومثل ذلك ما ورد من الأمر بالصبر مع هؤلاء المستضعفين مع طيب
الثناء عليهم، قال تعالى:﴿ وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ
رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ
عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا
قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً﴾ (الكهف:28)
ثم بعد هذا.. اذهب لتقرأ القرآن.. وقد كان خلق محمد a هو القرآن.. فلن تجد فيه إلا الأمر
بالإحسان للمستضعفين والدعوة إلى رحمتهم، وبيان العذاب الأليم لمن قسى عليهم.
اقرأ في القرآن قوله تعالى وهو يحث على الجهاد والتضحية بالنفس
في سبيل نصرة
[1] انظر التفاصيل الكثيرة
المرتبطة بهذا في رسالة (رحمة للعالمين) من هذه السلسلة.