أحق أن نسجد لك، فقال: لا يصلح لبشر أن يسجد لبشر)[1]
فالنبي a لم يستغل هذا.. ولم يستغل طلبهم منه السجود له، فيأذن لهم
فيه..
بل إنه a كان يحذرهم من المبالغة في حقه، وكان يقول:(لا تطروني كما أطرى
الناصري عيسى ابن مريم، فإنما أنا عبد، فقولوا: عبد الله ورسوله)[2]، وقال:(لا ترفعوني فوق حقي)[3]، وفي لفظ:(قدري أن الله تعالى
اتخذني عبدا قبل أن يتخذني نبيا)
وروي أن رجلا قال: يا محمد يا سيدنا وابن سيدنا، وخيرنا، وابن
خيرنا، فقال رسول الله a:(أيها الناس، قولوا بقولكم، ولا يستهوينكم)[4]
وعن أنس قال: لم يكن شخص أحب إليهم من رسول الله a، وكانوا إذا رأوه لم يقوموا، لما
يعلمون من كراهته لذلك)[5]
التفت إلى فرانكلين، وقال: فإن شككت في بعض هذا، فاذهب إلى
القرآن واقرأ حديثه عن محمدا.. إن الإنجيل يبدأ بذكر نسب المسيح.. والحديث عن أم
المسيح، وبيئة المسيح.. ويسمي أصحاب المسيح واحدا واحدا.. وهكذا العهد القديم في
حديثه عن الأنبياء.. أما القرآن الكريم فيخلو من كل ذلك، فالحديث عن محمد a خطاب توجيهي لمحمد a إما باسمه غير مقرون بأي وصف من
الأوصاف التي يحرص المحتالون على الاتصاف بها.. بل إن من المواضع القليلة التي ورد
فيها اسم محمد a نجد
هذه الآية:﴿ وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ
الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ
يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللَّهُ
الشَّاكِرِينَ﴾ (آل عمران:144)، وهي آية تدعو
المسلمين إلى الاهتمام