قال جيري فاينز: كيف يدخل محمد عيادتي، وقد مات منذ مئات
السنين؟
قال الحكيم: فكيف عرفت أنه مريض، وأنه اجتمعت فيه جميع الأمراض
النفسية، بل والعصبية؟
قال جيري فاينز: ذلك ليس صعبا لمن هو في مثل اختصاصي، فمن السهل
أن تدرس سلوك أي كان لتحكم عليه بعد ذلك بالصحة أو المرض.
قال الحكيم: فهل عرفت من خلال سلوك محمد a وحياته ما أصيب به من أمراض نفسية؟
قال جيري فاينز: أجل.. وقد اعتمدت في ذلك على أدق الدراسات،
وأكثرها موضوعية.. لاشك أنك تعرف ذلك العلامة الباحث المدقق جولد تسيهر[1].. لقد كانت أبحاثه القيمة أهم
مراجعي، لقد قال في كتابه (العقيدة والشريعة فى الإسلام) عن محمد:(وفى خلال النصف
الأول من حياته اضطرته مشاغله إلى الاتصال بأوساط استقى منها أفكاراً أخذ يجتريها
فى قرارة نفسه، وهو منطو فى تأملاته أثناء عزلته، ولميل إدراكه وشعوره للتأملات
المجردة، والتى يلمح فيها أثر حالته المرضية، نراه ينساق ضد العقلية الدينية
والأخلاقية لقومه الأقربين والأبعدين)[2]
قال الحكيم: فما هي الأمرض التي استخلصتها من خلال دراستك لمحمد
a من هذه
المراجع؟
[1] مستشرق مجرى يهودى، رحل
إلى سورية وفلسطين ومصر، ولازم بعض علماء الأزهر، له تصانيف باللغات الألمانية،
والإنجليزية، والفرنسية، ترجم بعضها إلى العربية، قال الدكتور السباعى: عرف بعدائه
للإسلام، وبخطورة كتاباته عنه، وهو من محررى دائرة المعارف الإسلامية، كتب عن
القرآن والحديث، ومن كتبه: تاريخ مذاهب التفسير الإسلامى، والعقيدة والشريعة فى
الإسلام، وغير ذلك مات سنة 1921م.