قال: هذا ما جئت لأحدثك عنه.. وهذا هو المشروع الذي لو قدر له أن
ينجح، فسيكون فتحا عظيما في المسيحية لم يحصل مثله من قبل.
قلت: لم أفهم ما الذي ترمي إليه.
قال: ألا ترى الأحزاب الضعيفة كيف تتحالف، ثم كيف تتضخم مع ضعفها
لتقضي على كل المنافسين؟
قلت: ذلك في السياسة ونحن في الدين.. وفي السياسة من التلاعب ما ليس
في الدين.
قال: كل شيء سياسة..
قلت: فما السياسة التي تريد أن نمارسها لنوقف زحم الإسلام؟
قال: تشويه (محمد)..
لست أدري كيف نهضت من مكاني، وصحت في وجه أخي بقوة: لا.. لا..
ذلك ليس ممكنا.. لا ينبغي أن نفعل هذا.. إن كل شيء سيلعننا إن فعلنا ذلك.. إننا
سنتحول إن فعلنا ذلك إلى شياطين أهل الندوة.
تعجب أخي من موقفي، وقال: ما بالك.. أراك تدافع عن محمد؟.. أرى
سهام المسلمين المسمومة قد أثرت فيك؟
ارتدت إلي نفسي، فقلت: لا.. أنت لم تفهم موقفي.. لا يمكننا ـ
ونحن في هذه المرتبة الرفيعة ـ أن نفعل هذا.
قال: صدقت في هذا.. وهذا ما خططت له.
قلت: أرحني بذكر مخططك.. ولا تكثر من المقدمات.
قال: لقد فكرت في إجراء تحالف قوي مع كل من يبغض محمدا a سواء كان مسيحيا أو ملحدا.. حتى لو
كان يكره المسيحية، ويكره المسيح، فيمكننا أن نتحالف معه لنقضي على