قال: فصم يوماً وأفطر يوماً، فذلك صيام داود a، وهو أعدل الصيام ـ وفي رواية: هو
أفضل الصيام ـ فقلت: فإني أطيق أفضل من ذلك. فقال رسول الله a: لا أفضل من ذلك، قال عبد الله:
ولأن أكون قبلت الثلاثة الأيام التي قال رسول الله a أحب إلي من أهلي ومالي[1].
المقاصدية:
قال رجل من القوم: حدثتنا عن الضابط الأول.. فحدثنا عن الثاني.
قال الحكيم: جميع الشرائع التي جاء بها نبينا a تتصف بالمقاصدية.
أرسل بات روبرتسون ضحكة عالية، ثم قال: المقاصدية!؟.. ما المقاصدية؟
قال الحكيم: إن الله الحكيم الذي لم يخلق العبث لم يشرع العبث..
ولذلك فإن من مزايا الشريعة أن كل شيء فيها مفهوم الغاية واضح المقصد، يفهمه كل ذي
عقل ببساطة ويسر، فيستحيل أن يقول العقل شيئا، ويقول الشرع خلافه.
قال بات روبرتسون: أتتيه علي بشريعتكم.. كل دين يقول أهله هذا.
قال الحكيم: فأنبئني عن الحكمة من الشرائع التي وردت في العهد
القديم، والتي تختص بالمرأة الحائض.. لاشك أنك تعرفها، ولا شك أنك تعرف كثرتها.
سكت بات روبرتسون، فقال الحكيم: سأقرأ عليك بعض النصوص التي تدل
عليها.. لقد جاء في (سفر اللاويين:15: 19 -27) هذ النص.. واسمح لي أن أقرأه لك
بطوله.. (وإذا حاضت المرأة فسبعة أيام تكون في طمثها، وكل من يلمسها يكون نجسا إلى
المساء. كل ما تنام عليه في أثناء حيضها أو تجلس عليه يكون نجسا، وكل من يلمس
فراشها يغسل ثيابه ويستحم