عدد القتلى الذين سقطوا في تلك الحروب
جميعا.. ثم قارنها بعد ذلك بما شئت من حروب الدنيا.
لقد ذكر المؤرخون أن عدد القتلى الذين سقطوا في جميع
الحروب التي مارسها المسلمون في عهد رسول الله a ـ سواء كانت غزوات أو سرايا أو
مناوشات ـ والتى ابتدأت فى السنة الثانية للهجرة ودامت حتى السنة التاسعة ـ أى ما
يقرب من ثمان سنوات ـ لم يزد عدد المقتولين من الفريقين ـ المسلم وغير المسلم ـ
على ألف وثمانية عشر نفساً (1018).. المسلمون منهم 259 شهيداً.. وغير المسلمين 759
قتيلاً.
قارن هذا العدد بما سقط في الحرب العالمية الأولى من قتلى.. فبين سنة
1914 – 1918
م بلغ عدد القتلى سبعة ملايين، والمصابون واحد وعشرون مليون نفس.
أما الحرب في العالمية الثانية، سنة 1939م،
فعدد المصابين لا يقل عددهم عن خمسين مليون نفساً.
لاشك أنكم نيستم هذه الحروب العالمية التي
خضتموها.. ونسيتك تلك القنابل التي دككتم بها البيوت على أهليها.. ولم تذكروا إلا
دفاع محمد a عن
نفسه، وعن القيم النبيلة التي أرسله الله ليقيمها.
بالإضافة إلى هذا.. فإن حروب محمد حروب صاحب
رسالة ومبدأ.. أما الحروب العالمية التي خضتموها، فلم تكن تحمل إلا نفسا جشعة بشعة
حريصة سفاكة للدماء..
التفت للجمع، وقال: سننظر في هذه المعارك
التي خاضها رسول الله a.. ولننظر حقيقتها وأسبابها.. لنكتشف الحقيقة من الواقع بعد أن
عرفناها من خلالها مصدرها المقدس