وترك الذرية والخروج من خيبر وأرضها بذراريهم وألا يصحب أحد
منهم إلا ثوباً واحداً، فصالحهم على ذلك وعلى أن ذمة الله تعالى ورسوله بريئة منهم
إن كتموه شيئاً، فتركوا ما لهم من أرض ومال، ووجد المسلمون في الحصنين المذكورين
100 درع و400 سيف و1000 رمح و500 قوس عربية بجعابها ووجدوا في أثناء الغنيمة صحائف
متعددة من التوراة فجاءت يهود تطلبها فأمر رسول الله a بدفعها إليهم.
وقد أشاد الأستاذ ولفنسون بهذا التصرف من النبي a، فقال:(ويدل هذا على ما كان لهذه
الصحائف في نفس الرسول من المكانة العالية ممَّا جعل اليهود يشيرون إلى النبيّ
بالبنان ويحفظون له هذه اليد حيث لم يتعرض بسوء لصحفهم المقدسة ويذكرون بإزاء ما
فعله الرومان حين تغلبوا على أورشليم وفتحوها سنة 70 ب.م، إذ أحرقوا الكتب المقدسة
وداسوها بأرجلهم وما فعله المتعصبون من النصارى في اضطهاد اليهود في الأندلس حيث
أحرقوا أيضاً صحف التوراة، هذا هو البون الشاسع بين الفاتحين ممن ذكرناهم وبين
رسول الإسلام)[1]
سرية مؤتة:
أشار الحكيم إلى سيف آخر، وقال: لعل صاحبنا الفنان يشير بهذا
السيف إلى سرية[2] مؤتة[3] التي أرسلها a لحرب الروم في جمادى الأولى سنة 8
هـ (سبتمبر سنة 629 م)
فإن كان ذلك كذلك، فليعلم أن سببها أن رسول الله a كان قد أرسل الحارث بن عمير الأزدي
بكتاب إلى أمير بصرى من جهة هرقل وهو الحارث بن أبي شمر الغساني، فلما نزل مؤتة
تعرض له شرحبيل بن عمرو الغساني، وهو من أمراء قيصر على الشام فقال: أين تريد