قال الحكيم: لا يعتبر في شريعتنا الجهاد جهادا إلا من النبلاء..
أولئك الذين يحملون نفوسا طيبة، وهمما رفيعة، وأرواحا يقدمونها هدايا لكل هدف
نبيل.
لقد سئل رسول الله a عن الرجل يقاتل شجاعة، ويقاتل حَمِيَّة، ويقاتل رياء، أي ذلك
في سبيل الله؟ فقال:(من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله)[1]
التفت إلى دوج، وقال: أتدري ما معنى القتال حمية؟
قال نيورن: لا.. فما هو؟
قال الحكيم: هو ما تسمونه القتال من أجل القومية والوطنية..
وغيرها.
قال دوج: أفترى الإسلام محاربا لهذه القيم السامية؟
قال الحكيم: الإسلام يحترم القيم الإنسانية الرفيعة التي تضع
البشر جميعا في محل واحد، فلا تفرق بين إنسان وإنسان، ولا بين شعب وشعب.. ولذلك
يعتبر كل الحروب التي تقوم في سبيل رفعة وطن على حساب وطن، أو تسلب خيرات وطن لأجل
وطن آخر قتال حمية يتنافى مع النبل الذي دعا له الإسلام.
إن فهمت هذا فهمت نبل المجاهد المسلم.
فهو ينطلق لأجل إعلاء كلمة الله.. وكلمة الله تعني القيم
النبيلة من العدالة والرحمة ونصرة المستضعفين..
وهو في ممارسته للجهاد لا يمارسه إلا بذلك النبل الذي انطلق
منه.. فجند الله رهبان بالليل فرسان بالنهار.. أصحاب عبادة وخلق.
قارن هؤلاء بجيوش العالم جميعا.. أولئك الجيوش الذين جعلوا من
ثكناتهم مواخير