قال عالم الحضارت: لقد كان العالم ـ والمسيحي منه بالذات ـ ينكر
الطلاق، ولكنه، وبفعل الضغوط الفطرية والواقعية الكثيرة اضطر إليه، فقنن له، وفتح
له في تقنينه جميع الأبواب[1].
وهكذا الأمر سيحصل مع التعدد، فيوشك أن تطالب العشقات بحقوق الزوجية،
كما طالبن بحقوق أبنائهن، بل قد حصل بعض ذلك بالفعل.
سكت عالم الحضارات، فقام رجل تبدو عليه ملامح السواح، وقال: أنا
صحفي.. وسأحدثكم عن بعض الحياة الخاصة للزعماء الكبار الذين يدافعون عن حقوق
النساء، لتروا كيف هم مع نسائهم..
لقد كان للرئيس الأمريكي القبيح ليندون جونسون ثماني سكرتيرات ..
حكى لنا عالم الحضارات الكثير من الحكايات عن رؤساء الدول
المتقدمة، والتي يربأ لساني عن قصها عليك، وبعد أن انتهى قال سلمان ـ وقد حاول أن
يتملص من هذا الموقف ـ: لو أن محمدا اكتفى بأن يكون زعيما أو رئيسا أو قائدا لقبل
منه كل ذلك.. فهؤلاء لا علاقة لهم بالأخلاق، ولا علاقة للأخلاق بهم.. والبشر
يعرفونهم.. فلذلك لا يتتلمذون عليهم في هذا
[1](1) ويقول وستر مارك في تاريخه:« إن مسألة تعدد
الزوجات لم يفرغ منها بعـد تحريمه في القوانين الغربية، وقد يتجدد النظر في هذه
المسألة كرة بعد أخرى كلما تحرجت أحوال المجتمع الحديث فيما يتعلق بمشكلات الأسرة
»
ثم تساءل:« هل يكون الاكتفاء بالزوجة الواحدة ختـام النظم، ونظـام المستقبل
الوحيد في الأزمنة المقبلة؟ »
ثم أجاب قائلاً:« إنه سؤال أجيب عنه بآراء مختلفة، إذ يرى سبنسر أن نظام
الزوجة الواحدة هو ختام الأنظمة الزوجية، وأن كل تغيير في هذه الأنظمة لا بد أن
يؤدي إلى هذه النهاية »
وعلى نقيض ذلك يرى الدكتور Lepon
أن القوانين الأوروبية سوف تجيز التعدد، ويذهب الأستاذ إهرنفيل إلى حد القول بأن
التعدد ضروري للمحافظة على بقاء « السلالة الآرية »
ثم يعقب وستر مارك بترجيح الاتجاه إلى توحيد الزوجة إذا سارت الأمور على
النحو الذي أدى إلى تقريره.